سيناء | في مفاجأة غير متوقعة، أعلنت مجموعة من أبناء القبائل البدوية، شمالي سيناء، تأسيس كتيبة مسلحة أطلقوا عليها اسم «أبناء سيناء»، وهدفها كما يقولون «مواجهة الأعمال الإرهابية التي يرتكبها تنظيم بيت المقدس». الحركة بثت مقطع فيديو على «يوتيوب» قالت فيه إنه «إثر أحداث القتل الشنيعة التي جرت في المنطقة ظلماً بحق الأبرياء فقد ارتأينا ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الأعمال الإجرامية، لذلك عزمنا على تأسيس حركة جديدة تحت مسمى أبناء سيناء التي ستواجه هذه الظواهر وستقطع دابر من أسسها».
كذلك نشرت الحركة الجديدة تساؤلات منها: «هل هؤلاء يحافظون على سيناء وأبنائها أم ينشرون الدمار؟ ومن وضعهم ليحكمونا ويمنعوا حريتنا؟». وفي الفيديو نفسه، قال أحد العناصر الملثمين وخلفه ثمانية آخرون: «سيناء اللى اتربينا فيها وشربنا من مياهها اليوم نبكي عليها، واللى دوستوا على شرفها وعلى شرف كل بدوي فيها... الدين بريء منهم». وأضاف: «قررنا أبناء سيناء وبدوها أن نتوحد ونوقف القتل والذبح ونحافظ على البلاد من الكفار، واللى بيتستروا خلف الدين، واليوم قررنا نرد الصاع صاعين، ولن نكون بعيدين عنهم وسنضربهم في عقر دارهم».
وكانت جماعة «أنصار بيت المقدس» قد اختطفت مجموعة من المواطنين في مناطق شرق العريش (الشيخ زويد ورفح) على مدد متقاربة أخيراً، ثم بثت مقاطع فيديو لهؤلاء الأشخاص معلنة أنهم يتخابرون مع جهاز «الموساد» الإسرائيلي ضد «الجماعات الجهادية شمال سيناء». ولاحقاً عثر مواطنون في مناطق متفرقة داخل رفح والشيخ زويد على قرابة 12 جثة مفصولة الرأس لمواطنين سبق اختطافهم، وتبين أنهم قتلوا على أيدي عناصر «بيت المقدس».
في التعقيب على ذلك، قال أحد رموز قبيلة السواركة في الشيخ زويد، أحمد عبدون، إن ظهور مثل هذه الحركة (أبناء سيناء) كان متوقعاً في ظل المتغيرات التي تشهدها شبه الجزيرة حيث تنتشر «الجماعات الجهادية» والحوادث الغامضة في أوساط القبائل، فيما «تنشغل القوات النظامية في محاربة ما تسميه الإرهاب بمعزل عن التصفيات التي تجري بين الجماعات وأبناء القبائل».
ورأى عبدون، في حديث مع «الأخبار»، أن كل فريق ممن ذكرهم «يعتبر نفسه على حق ولا مجال لمراجعة الحقيقة معه»، مضيفاً: «في 2011 قرأنا ملصقات وضعت على أبواب محلاتنا تحذر من توقع إسرائيلي بنشوب حرب أهلية بين القبائل في سيناء عام ٢٠١٤، ومع ذلك لا مثقفونا ولا مخابراتنا أعارت ذلك أي اهتمام». ومضى يقول: «كل ما يجري تنازل طوعي عن سيناء للعدو والجماعات المسلحة، لذلك البديل الحقيقي إشراك المتطوعين من القبائل والجيش في العمل... إلا إن كانت الدولة تريد صناعة تكتلات جديدة».
في المقابل، لا تزال الدولة تؤكد وجهة نظرها، وهو ما يطابق قول مساعد وزير الداخلية في أمن شمال سيناء، اللواء فؤاد طلبة، الذي أكد لـ«الأخبار» أن المرحلة الحالية حاسمة في المعركة ضد «الإرهاب»، والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الدولة في الحدود الشرقية لسيناء سيكون لها «تأثيرات إيجابية وستضيق الخناق على العناصر الإرهابية».
في ما يخص الحركة الجديدة، رأى اللواء طلبة أن هناك «دعماً وتعاوناً كاملاً بين أهالي سيناء ورجال القوات المسلحة والشرطة». وأضاف أن «السياسات الأمنية ترفض تماماً أي محاولات من المواطنين لمواجهة العناصر الإرهابية، أو أي صورة من صور الخروج عن القانون، لأن مواجهة الإرهاب على الأرض هي من صميم عمل أجهزة الأمن وحدها»، مستدركاً: «يقتصر دور المواطنين على إمداد تلك الأجهزة وإبلاغها فوراً عن أي أشخاص مشتبه فيهم». ولفت في الوقت نفسه إلى أن «النجاحات الأمنية التي تحققت وإحباط عدد من المخططات الإرهابية كان بفضل تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن العناصر المشتبه فيهم».