ينوي مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، وعلى اثنين من قادة جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، على خلفية «عرقلة عملية السلام في البلاد»، بحسب ما قال دبلوماسيون، وذلك لاعتقاد الغرب بدعم صالح الحوثيين في معاركهم الأخيرة.
وبدأت لجنة في مجلس الأمن الدولي بدراسة النص الذي سيرفع يوم غد الجمعة إلى لجنة العقوبات مع انقضاء مهلة تقديم الاعتراضات المحتملة من قبل الدول الـ 15 الأعضاء. ويمنع النص الذي اقترحته الولايات المتحدة الأميركية على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، «إعطاء تأشيرات دخول لصالح ولزعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، وللقيادي في الجماعة عبدالله الحكيم».
وأكد دبلوماسيون غربيون أن العقوبات المحتملة على صالح وزعيمي الحوثيين، جاءت «لتهديد هؤلاء السلم والاستقرار في اليمن وتعطيل العملية السياسية».
من جهته، رفض صالح طلباً أميركياً لمغادرة البلاد «من أجل تجنيبه عقوبات مجلس الأمن»، وفق ما أعلنه مسؤول في مكتب صالح. وأكد المسؤول، عبر الموقع الالكتروني الخاص بحزب «المؤتمر الشعبي العام»، أن السفير الأميركي لدى صنعاء، ماثيو تويلر، «أبلغ الحزب عبر وسيط إنذار الرئيس علي عبدالله صالح بمغادرة اليمن» وذلك قبل الساعة الخامسة من يوم غدٍ، وأنه «ما لم يفعل فإن عقوبات ستصدر في حقه بناءً على الطلب الذي تقدم به الرئيس عبد ربه منصور هادي ووزارة الخارجية الأميركية إلى مجلس الأمن».
في غضون ذلك، حمّل زعيم جماعة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، في خطابٍ بثته قناة «المسيرة» التابعة للجماعة، في ذكرى العاشر من محرّم، الرئيس هادي والحكومة مسؤولية تردّي الأوضاع الأمنية في البلاد، مشيراً إلى أن «المشكلة ليست في ضعف الجيش، فهو جيش قوي ومتمكن، ولكن ليس هناك أي إرادة سياسة». ولفت إلى أن اغتيال السياسي عبد الملك المتوكل، في نهاية الأسبوع الماضي، «كان نتيجةً لهذا التقصير المتعمد من الرئيس نفسه الذي رفض أن يتخذ قراراً بالحرب على تلك القوى الاجرامية على الرغم مما تفعل».
وكان الحوثي قد أكد في الخطاب ذاته أن مجلس الأمن والدول العشر (الراعية للمبادرة الخليجية) «لا يخيفوننا».
أمنياً، قُتل، أمس، زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» في محافظة البيضاء (وسط)، نبيل الذهب، في هجومٍ أميركي بواسطة طائرة من دون طيار. وأكدت مصادر أمنية أن الذهب، وهو أحد المطلوبين في الولايات المتحدة الأميركية، قتل مع أربعة أعضاء في التنظيم المرتبط بتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، بينهم القيادي شوقي البعداني، الذي صنفته واشنطن «إرهابيا عالميا» بزعم أنه متورط «في مؤامرتين (على الأقل) ضد السفارة الأميركية في صنعاء، وتفجير انتحاري في صنعاء عام 2012». وكان الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الأميركية قد نشر، في شهر حزيران الماضي، إعلاناً عن رصد مكافأة قدرها مئة ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن البعداني.
وقالت مصادر يمنية قبلية يوم أمس إن طائرات أميركية من دون طيار، قتلت عشرة «متشددين» على الأقل يشتبه بارتباطهم بـ «القاعدة»، فيما قتل 10 آخرون في معارك دارت في وسط البلاد بين أفراد من جماعة «أنصار الشريعة» والحوثيين.
( أ ف ب، الأناضول)