أكد الملك الأردني، عبد الله الثاني، موقف بلاده ضمن «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن في المنطقة ضد «الإرهاب»، معتبراً في الوقت ذاته أن «الأمن العربي كل لا يتجزأ»، وذلك في سياق يشير إلى أن عمان قد تكون باتت جاهزة على المستوى الداخلي لأخذ موقع مركزي في المدى المنظور ضمن مشهد توزيع الأدوار الذي تتولى تنسيقه الولايات المتحدة الأميركية.
وقال عبد الله الثاني في «خطاب العرش» خلال افتتاحه يوم أمس أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة السابع عشر، إن «من واجبنا الديني والإنساني أن نتصدى بكل حزم وقوة لكل من يحاول إشعال الحروب الطائفية أو المذهبية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين». وأضاف «لذلك، فالحرب على هذه التنظيمات الإرهابية وعلى هذا الفكر المتطرف هي حربنا. فنحن مستهدفون ولا بد لنا من الدفاع عن أنفسنا وعن الإسلام وقيم التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب». ورأى أن «كل من يؤيد هذا الفكر التكفيري المتطرف أو يحاول تبريره هو عدو للإسلام وعدوٌ للوطن وكل القيم الإنسانية النبيلة»، مشيراً إلى أن «هذه التنظيمات تشن حربها على الإسلام والمسلمين قبل غيرهم».
وأكد أن «الأردن سيبقى كما كان على الدوام... ملاذاً لمن يطلب العون من أشقائنا، ومدافعاً عن الحق، ولا يتردد في مواجهة التطرف والتعصب والإرهاب الأعمى»، مشدداً على أن «أمن الأردن جزء من أمن أشقائه العرب»، مضيفاً «سيظل هذا الجيش العربي (الجيش الأردني)... ورفاقه في الأجهزة الأمنية كما كان على الدوام مستعداً للتصدي لكل ما يمكن أن يهدد أمننا الوطني، أو أمن أشقائنا في الجوار. فالأمن العربي كل لا يتجزأ».
عبد الله الثاني: سيظل جيشنا مستعداً... فالأمن العربي كل لا يتجزأ

وباشرت الولايات المتحدة على رأس تحالف دولي في الثامن من آب الماضي بشن حملة غارات جوية على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف في العراق. وفي 23 ايلول، وسعت واشنطن نطاق عملياتها الجوية الى مواقع التنظيم في سوريا بدعم من خمس دول عربية هي: الأردن وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وفي ما يتعلق بالنزاع السوري، رأى الملك الأردني ان «الحل الوحيد هو الحل السياسي الشامل، بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري، والذي يضمن وحدة سوريا واستقرارها»، مشيراً الى أنه «في غياب مثل هذا الحل، سيتكرس الصراع الطائفي على مستوى الإقليم».
وفي شأن القضية الفلسطينية، أكد أن «الأردن سيستمر بالتصدي بشتى الوسائل للممارسات والسياسات الإسرائيلية الأحادية في القدس الشريف، والحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، حتى يعود السلام إلى أرض السلام». وأضاف «سنواصل حشد الجهود الدولية لإعمار غزة بعد العدوان الغاشم الذي أودى بأرواح الآلاف من أشقائنا الفلسطينيين ودمر ممتلكاتهم». وزعم أنه «حتى لا يتكرر مثل هذا العدوان، فلا بد من العودة إلى إطلاق مفاوضات قضايا الوضع النهائي، والوصول إلى السلام الدائم على أساس حل الدولتين، وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يمكّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية»، معتبراً أن «عدم إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية سيؤدي إلى تغذية التطرف والإرهاب».
(الأخبار، أ ف ب)