لحق موقع «ذي دايلي بيست» الأميركي «أبا عمر الشيشاني» إلى مسقط رأسه في جورجيا. ثلاثة صحافيين زاروا منزل «الشيشاني» (اسمه الحقيقي تارخان)، تحدّثوا مع والده وأهل المنطقة التي نشأ فيها في سهل بانكيسي على الحدود مع الشيشان.

«هذه الأيام، يبدو بانكيسي أقرب الى سوريا من جورجيا»، كتب الصحافيون، والسبب هو تحوّل أغلبية الشباب هناك الى وهّابيين متطرّفين بدل المذهب الصوفي الذي كان منتشراً عند أغلبية السكّان». ومنذ سنوات، بات للمنطقة وشبابها «أسطورة» يريدون التمثّل بها، وهو أبو عمر الشيشاني. سكّان بانكيسي يتناقلون روايات عديدة حول «الأسطورة» تارخان، «عن فيلّته الفخمة وممتلكاته والحرملك الخاص به، وعن ٤٠ حارسا شخصيا، وأخيراً عن زوجته الشيشانية».
«تارخان هو مجرّد سراب... فمَن يدير استعراض داعش هو، في الواقع، أخوه الأكبر تاماز»، يقول الوالد تيمور صراحة للصحافيين الذين قابلوه في المنزل حيث ترعرع تارخان وأشقّاؤه في قرية بيركياني. «أبدو كمشرّد... أنظروا أين أعيش بينما ابني هو أحد مؤسسي الخلافة الإسلامية!» قال الوالد، الذي رفض دعوة ابنه للانضمام اليه في سوريا ذات مرة، لكن ماذا عن الأخ الأكبر؟ اسمه تاماز، وهو «العقل المدبّر... واستاذ تارخان.. والمحرّك الأساسي، بينما تارخان مجرّد فتى في السابعة والعشرين من عمره» يؤكد الوالد، ويجزم بأن «تارخان تدرّب في وحدات استخبارية على يد الأميركيين»، الذين درّبوا الجيش الجورجي مع البريطانيين. أما تاماز، فقد شارك في المعارك الشيشانية ضد الروس في غروزني، وانتقل مع عائلته الى سوريا. «تاماز لا يظهر نفسه» يشير والده، عكس تارخان، وهذا ما قد يؤكد نظرية أن «أبو عمر» مجرّد واجهة إعلامية. أحد المسؤولين في الجيش الجورجي أكد ذلك أيضاً، وقال «لقد وظفنا تارخان فقط لأننا كنا مهتمين بأخيه وأصدقائه، إذ كانوا مقاتلين شرسين خلال الحرب الشيشانية».
صحافيو «بيست» زاروا منزلاً آخر في بانكيسي حيث نشأ حمزة وخالد بوركاشفيلي، اللذان لحقا بأبي عمر وقُتلا أخيراً في سوريا. حمزة كان مترجم «الشيشاني» ومساعده. والدة الشابّين، ليلى، نجحت بزيارة ابنها على الحدود السورية ـ التركية حيث قابلت أبا عمر أيضاً. «طلب مني حمزة أن أحضر له عسلاً جورجياً له، وحلوى محلّية الصنع لتارخان». حمزة «لم يكن يملك المال، وكان يعيش مع زوجته سيدا» تقول الوالدة. سيدا دودوركاييف هي الفتاة الثرية الجميلة ابنة وزير جورجي سابق، التي قررت أن تتزوج بحمزة وتنضمّ اليه في سوريا. عائلة سيدا النافذة كلّفت ليلى إحضار ابنتهم معها لكنها «رفضت العودة». والدة حمزة ذهلت بدرجة الاحترام والتقدير التي يعامل بها تارخان هناك، وعندما سألت عن السبب قالوا لها إنه «بمثابة أسامة بن لادن هنا»، لكن، ليلى تقول إنه «بعد مقتل حمزة لم يسمح تارخان لسيدا بالعودة الى جورجيا، وقد تزوجها». الشائعات تردد أن تارخان هو من دبّر مقتل حمزة ليفوز بسيدا.
(الأخبار)