رام الله ــ الأخبار

ما إن أسدل الهدوء المشوب بالحذر والترقب ستاره على مدينة القدس المحتلة، حتى باشر العدو الإسرائيلي شن هجمة شرسة هي الأولى منذ اندلاع أحداث «انتفاضة القدس»، طاولت عدداً من النساء المرابطات والناشطات في القدس.
ويوحي المشهد بأن الفرصة سنحت للإسرائيليين من أجل الانتقام من المقدسيين، بعد موجة العمليات التي شكلت شرارتها الاقتحامات المتعمدة للمسجد الأقصى ومشاهد الاعتداء على المقدسيات، وظهر ذلك في عدد من وصايا الشهداء.
وفي ظل إشارة التقارير الصادرة عن جيش العدو إلى انخفاض موجة العمليات في الأشهر الأخيرة، وينسب جزء من هذا إلى «تطور التنسيق الأمني مع الفلسطينيين بما يشمل إحباط عمليات»، فإن الوضع لا يزال هشاً «وخاصة على أبواب عيد الفصح اليهودي».
ويوم أمس، شن العدو حملة اعتقالات؛ أبرزها اقتحام منزل الصحافية سماح دويك (25 عاماً) في منطقة رأس العمود، وتفتيشه والعبث بمحتوياته وتحطيمها، بالإضافة الى مصادرة هواتف وأجهزة كمبيوتر، لينتهي الأمر باعتقال دويك التي تنشط في مجال تغطية أحداث القدس لعدة مواقع إعلامية. وتخضع دويك، التي لاحقتها مخابرات العدو لأيام قبل اعتقالها، للتحقيق في معتقل المسكوبية.
كذلك اعتقل العدو، عصر أمس، نهلة صيام بعد مداهمة منزلها في رأس العمود، بالتزامن مع الإفراج عن شقيقها حازم بعدما أصدرت محكمة إسرائيلية بحقه حكماً بالسجن المنزلي لأربعة أيام وإبعاد لشهر عن الأقصى. كما اعتقل العدو ملاك عطوان من منزلها في بلدة صور باهر، بعد تفتيشه ومصادرة أجهزة إلكترونية خاصة بها.
بالتزامن مع حملة الاعتقالات، أبعدت سلطات العدو خمس نساء مقدسيات عن البلدة القديمة. وجاء في القرار الحكم على المقدسيات زينات الجلاد وإكرام غزاوي ودلال الهشلمون وعايدة الصيداوي وسناء الرجبي وسميحة شاهين، بالإبعاد عن الأقصى وأروقته لمدد تتراوح من أربعة إلى ستة أشهر. وفيما رفضت الجلاد وشاهين التوقيع على قرار الإبعاد، احتجز جنود العدو هوياتهما الشخصية.
ويذهب مراقبون في تفسيرهم التصعيد المفاجئ لاقتراب موسم الأعياد اليهودية، وخشية أمن العدو من نشوب صدامات بين المستوطنين والمقدسيين، وخصوصاً أنه في الآونة الأخيرة شكلت «المرابطات» خط الدفاع الأول عن المسجد والتصدي لاقتحامات المستوطنين المتكررة.
وفيما يربط الإسرائيليون «الهدوء العام» في الأقصى بمنع دخول مسؤولين كبار إلى المسجد، بات هذا الأمر قيد الانهيار في أعقاب إقدام وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، على إبعاد المرابطات عن الأقصى، واقتحام وزير الزراعة، أوري أريئيل، المسجد، فيما رأت الأردن هذه الخطوات خرقاً للاتفاق السابق.
وادعت تقارير لشرطة العدو أنه للمرة الأولى منذ خمس سنوات تشهد المنطقة انخفاضاً في عدد المستوطنين الذين يشاركون في اقتحام الأقصى، وكذلك تراجعاً في اندلاع المواجهات داخل المسجد وفي محيطه.