كشف السفير التونسي السابق في ليبيا، صلاح الدين الجمالي، أن الدول الأوروبية تستعد للتدخل عسكرياً في بلاده، خلال شهر آذار المقبل. وقال الجمالي في حديث لـ«الإذاعة التونسية»، إنه عَلمَ من «خبراء» بوجود استعدادات جدّية من دول أوروبية للتدخل في ليبيا، وإن هذا الاستعدادات تجري منذ أشهر، معتبراً أن العملية سيكون لها تداعيات كبيرة على تونس، وستزيد من الضغوط الأمنية عليها.
وتابع الجمالي أن تونس استقبلت مع سقوط نظام القذافي الكثير من النازحين الليبيين، مشيراً إلى أن العدد، هذه المرة، سيتضاعف بما أن الحرب قد تمتد لوقت أكبر، وقد تُجبر مجموعات كبيرة من الليبيين على الانتقال إلى تونس هرباً، في ظل إمكانية كبيرة لوقوع اشتباكات «خطيرة» على الحدود بين البلدين.
مشاركون في
مشاورات «المجلس الرئاسي»: تشكيل الحكومة خلال
الساعات المقبلة

وحرصاً منها على منع دخول المسلحين إلى أراضيها، استكملت السلطات التونسية بناء الجدار الترابي على طول الحدود مع ليبيا، ضمن خطّتها لتعزيز المراقبة ومكافحة الإرهاب والتهريب. وأعلن وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، أن القوات المسلحة «أنهت مد الجدار وحفر خندقٍ إلى جانبه خلال أربعة أشهر، ليمتد على طول 250 كلم، على جزء من الحدود الشرقية مع ليبيا».
وفي السيّاق، رأى رئيس «المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل»، العميد مختار بن نصر، أن «التدخل العسكري في ليبيا أصبح مسألة وقت لا غير»، لافتاً إلى أن «الوحدات العسكرية والأمنية التونسية على استعداد للتعامل مع الأحداث المقبلة».
وعادةً ما يسبق أي تدخل عسكري عمليات أمنية، وهو ما أشارت إليه مجلة «نيوزويك» الأميركية، أمس، كاشفة عن أن فرقاً أميركية تنفّذ يومياً عمليات استطلاع استخبارية في الأراضي الليبية. ونقلت المجلة عن مصادر قولها إن فرق الاستطلاع تستخدم مطاراً عسكرياً في جزيرة صقلية، كمركز للإقلاع إلى الأراضي الليبية، بواسطة طائرات ركاب، وصولاً إلى قواعد جوية ليبية داخل الأراضي الليبية. وأوضحت المجلة أن هذه العمليات تنحصر مهماتها في جمع المعلومات الاستخبارية، لتحديد أهداف محتملة لغارات جوية وعمليات للقوات الخاصة الأميركية.
وكشفت المجلة عن اجتماعات تعقد دورياً بين فرق أميركية تابعة للقوات الخاصّة ومجموعات مسلحة ليبية لتقويم قدراتها العسكرية، وتزويدها بالاستشارات اللازمة لدعمها في مجالات الاستطلاع وجمع المعلومات والعمليات الخاصة ضد «الإرهاب».
وفي ما يتعلق بتشكيلة حكومة «الوفاق الوطني» المرتقبة، نقلت وكالة «الأناضول» عن مشاركين في مشاورات «المجلس الرئاسي» توقعاتهم بتشكيل الحكومة خلال الساعات المقبلة. وجاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها المشاركون في لقاء بين «المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني»، و«لجنة الحوار السياسي الليبي». وتوقّع عضو «لجنة الحوار»، فضل الأمين، تشكيل حكومة «الوفاق» في اليومين المقبلين، معرباً عن أمله في حل القضايا العالقة داخل «المجلس الرئاسي».
وفي سياق منفصل، دعا البابا فرنسيس الغرب إلى «نقد ذاتي بخصوص الملف الليبي»، لافتاً إلى أنه «قبل وبعد التدخل العسكري ضد نظام القذافي، كان هناك تدخل واحد واليوم هناك خمسون».
ميدانياً، تحطّمت طائرة حربية تابعة لسلاح الجو الليبي من نوع «ميغ 23» في منطقة سيدي خالد، في ضواحي مدينة درنة، شرقي البلاد، نتيجة خلل فني لحق بمحركها.

(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)