بعد المجزرة التي شهدتها صنعاء قبل أيام، اتهم زعيم جماعة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي الحكومة بمعرفتها المسبقة بالتفجير الذي أدى إلى مقتل 51 من الجماعة، وتبناه «القاعدة» لاحقاً. في هذا الوقت، فشلت محاولة الحوثيين في السيطرة على القلعة المطلة على ساحل البحر الأحمر في محافظة الحديدة، وذلك ضمن تمدّد الجماعة في المحافظات اليمنية، سعياً لتحقيق المزيد من المكتسبات ضمن الخريطة المرتقبة للبلاد.
وأعلن الحوثي أن المؤسستين الأمنية والعسكرية «مخترقتان من قبل عناصر إجرامية تعمل لمصلحة الخارج». ودعا الحوثي في خطابٍ متلفز في مناسبة يوم الغدير، إلى «عملية تطهير وتصحيح للأجهزة الأمنية» حتى لا تبقى تلك العناصر تخدم الخارج.
وبالنسبة لاستكمال تنفيذ اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» الذي وضع حداً للأزمة الدموية التي اندلعت في صنعاء، شدد الحوثي على ضرورة تنفيذ بنوده، وعلى رأسها اختيار رئيس الحكومة وتشكيلها، لافتاً إلى أن الرئيس اليمني سيكلف شخصاً كفوءاً ومتفقاً عليه لرئاسة الحكومة». ورأى أن تأخير تشكيل الحكومة ليس من مصلحة أحد «كأن البعض يريد أن يعطي للخارج فرصة أكبر للتدخل في شؤون البلد».
وتطرّق الحوثي إلى الانفجار الذي استهدف تجمعاً للحوثيين في ميدان التحرير في صنعاء، الخميس الفائت، قائلاً إن الأجهزة الأمنية «كان لديها خبر بوجود عملية تفجير، ومع ذلك تساهلت وتعاطت بلا مسؤولية»، مشيراً إلى أنه « تجلّى بوضوح من خلال التفجير الأخير أن الورقة الأمنية في اليمن ورقة خارجية»، مثلما «القاعدة» ورقة خارجية، والمستفيد من ورقة «القاعدة» في اليمن هو أميركا.
وفيما دعت مكونات «الحراك الجنوبي» إلى «مليونية» في عدن لإحياء ذكرة «ثورة أكتوبر» غداً، دعا الحوثي القادة الجنوبيين في الخارج للعودة إلى اليمن لمناقشة القضية الجنوبية للوصول إلى حلول لها في الإطار الداخلي»، مشيراً إلى أن الظروف مهيّئة اليوم لحلّ المشكلة الجنوبية.

في الحديدة غربي البلاد، أكد مسؤول أمني أن مسلحي «أنصار الله» دخلوا إلى القلعة التاريخية المطلة على الساحة التي يقيم فيها الحراك التهامي أنشطته»، مضيفاً أن مسلحين تابعين للحراك الذي ظهر خلال «ثورة 2011» للمطالبة باستقلال الحديدة، حاصروا على الفورالقلعة مطالبين المسلحين بالخروج. وأكد أن وساطات نجحت في فك الحصار عن القلعة وإخراج مسلحي الحوثي منها.

وفي سياقٍ منفصل، تبنّى تنظيم «أنصار الشريعة»، فرع «القاعدة» في اليمن، هجومين منفصلين استهدفا الجيش اليمني في المحافظة جنوبي البلاد. ووصف التنظيم في بيانٍ نشره على موقع «تويتر»، الهجوم الذي أدى إلى مقتل 20 جندياً وإصابة 17 آخرين، بـ «المتحوّث» نسبةً للحوثيين.

(الأناضول، أ ف ب)