أيام غاية في الصعوبة تشهدها محافظة الأنبار، حيث بات تنظيم "داعش" قاب قوسين أو أدنى من السيطرة عليها بالكامل، على الرغم من محاولات الجيش العراقي المستمرة لضرب التنظيم فيها. إلا أن التطور الأبرز في الأنبار كان توجيه مجلس المحافظة رسالة لبغداد، يطالبها فيها باستقدام قوات برية أجنبية للدفاع عن المحافظة.
وقال عضو في مجلس محافظة الأنبار طه عبد الغني إن الوضع في الأنبار صعب جداً، والحل الوحيد الذي يرونه يكمن في دخول قوات برية دولية للقضاء على تنظيم "داعش"، مضيفاً أن مجلس المحافظة طلب من الحكومة الاتحادية إرسال طلبهم الى مجلس النواب.
من جانبه، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، إن "داعش" أرسل نحو 10 آلاف مقاتل من الأراضي السورية والموصل إلى محافظة الأنبار.
من جهته، قال محافظ الأنبار، فالح العيساوي، لشبكة (سي أن أن)، إن "داعش" يسيطر على ما يقدر بـ80 في المائة من المحافظة، وإذا تمكنوا من السيطرة على الـ20 في المئة الباقية، فإن المناطق الخاضعة لسيطرتهم ستمتد من الرقة إلى مشارف بغداد.
في هذا الوقت، قُتل قائد شرطة محافظة الأنبار، اللواء الركن أحمد صداك، بانفجار عبوة ناسفة قرب الرمادي، كبرى مدن الأنبار.
وفرضت السلطات المحلية حظراً شاملاً للتجوال إلى إشعار آخر، حفاظاً على أرواح المواطنين، وطالبتهم بالتزام منازلهم.
من جهة أخرى، أدلى مسؤول بارز في البنتاغون بتصريحات للـ(سي أن أن) ، أوضح فيها أن القوات العراقية تبدو كأنها "في مواجهة الجدار" في محافظة الأنبار، حيث أن الخطر يداهم بعض وحداتها بما يجعلها معزولة عن بقية مكونات الجيش العراقي مع تقدم مسلحي تنظيم "داعش."
وأضاف "نحن نرى داعش وهو يحقق مزيداً من المكاسب في محافظة الأنبار ونحن على وعي بعلاقة الأنبار بأمن بغداد".
في السياق نفسه، قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، إن القوات الحكومية العراقية بحاجة ملحّة إلى التدريب لتتمكن من مواجهة تنظيم "داعش" في غرب البلاد، حيث تبدو "في وضع هش". وقالوا إن الجيش العراقي يتعرّض لضغوط متزايدة في الأنبار، مشيرين إلى أن الاهتمام الدولي منصبّ على مدينة كوباني. وأوضح أحد هؤلاء المسؤولين الكبار، أن "الوضع هش هناك. يجري إمداد القوات وهي صامدة، لكن الأمر صعب ومرهق".
وأضاف أن عشرات الغارات التي شنتها قوات التحالف في الأسابيع الأخيرة في غرب العراق ساعدت على تطويق مقاتلي "الدولة الاسلامية" وبقاء بغداد آمنة.
وكشفت الظروف الصعبة في الأنبار تناقضاً واضحاً مع المعلومات الواردة من شمال البلاد، حيث نجحت البشمركة الكردية في صد هجمات. وقال أحد المسؤولين "لا يمكن المقارنة" بين قدرات القوات الكردية وقدرات الجيش العراقي، مشيراً إلى أن "الأكراد يتقدمون ويستعيدون السيطرة على مدن وأراض"، وتمكنوا من التنسيق مع قوات التحالف.
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، إن قوات الأمن العراقية تسيطر تماماً على بغداد وتواصل تعزيز مواقعها هناك، مضيفاً إننا "نواصل مساعدتها بالضربات الجوية وبمساعدتنا وبمستشارينا".
في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنها قامت يومي الجمعة والسبت بعدّة عمليات إلقاء مساعدات لقوات الأمن العراقية.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى المكلّفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان، إنه "بطلب من الحكومة العراقية"، شن الجيش الأميركي "عدّة" عمليات إلقاء مؤن قرب مدينة بيجي الواقعة على بعد 200 كلم شمالي بغداد.
وفي المجموع، ألقى الجيش الأميركي 36 طرداً تحتوي على 7328 وجبة و7800 لتر من الماء وأكثر من 7200 كلغ من الذخائر.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أول من أمس، أن عسكريين بريطانيين موجودون في العراق لتدريب القوات الكردية التي تقاتل "داعش".
ويعمل "فريق صغير من الاختصاصيين" في منطقة أربيل، كبرى مدن كردستان العراق، لتدريب البشمركة على استعمال الرشاشات الثقيلة التي قدمتها لهم بريطانيا في أيلول.
وقالت متحدثة باسم الوزارة إن وزير الدفاع مايكل فالون وافق على هذه المهمة، موضحةً أن "الحكومة أعربت من قبل عن نيتها تقديم تدريب للبشمركة في إطار الجهود الدائمة من أجل المساهمة في التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية".
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)