القاهرة | لم يخل مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة من مشكلات جرت في الكواليس بين المشاركين. فبينما تحفّظ وزير الخارجية القطري خالد العطية، وممثل تركيا في المؤتمر، وهو المدير العام لوزارة الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط، كان ديزدار، على إعطاء أي تصريحات إعلامية بشأن طبيعة العلاقات المصرية مع بلديهما، تجنّب المسؤولون المصريون أي لقاءات هامشية معهم ولو على سبيل المصادفة.

من جهته، طلب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لقاء نظيره المصري، سامح شكري، في الصباح الباكر، فعقدا جلسة مباحثات مغلقة، علماً بأن الجلسة لم تكن مدرجة على الجدول الأولي لزيارة الوزير الأميركي إلى القاهرة.
أما العطية، فتجنّب الدخول إلى المنطقة المخصصة للرئيسين، المصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس، رغم دخول غالبية الوزراء المشاركين في المؤتمر لتحية رؤساء المؤتمر، في حين تولى مسؤولو الخارجية القطرية التنسيق للقاءات الثنائية للعطية مع الضيوف، ومن بينهم جون كيري.
بعد ذلك، غادر الوزير القطري الفندق الذي استضاف المؤتمر فور انتهائه، عائداً إلى بلاده، فكان من بين أسرع الوفود المغادرة، التي كان منها أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
كذلك تجنّب الوفد القطري أي لقاء مع المسؤولين المصريين باستثناء التحية في الأروقة، خلال مدد الاستراحة في الجلسات، فيما رأى مسؤولون مصريون أن الحديث القطري بإيجابية عن دور القاهرة في وقف الحرب "خطوة جديدة في سياسة المراوغة التي تتبعها الديبلوماسية القطرية في ما يتعلق بالشأن المصري".
الوفد التركي لم يضم، هو الآخر، سوى عدد محدود من موظفي الخارجية التركية الذين لم يتحدث أي منهم مع المسؤولين المصريين، باستثناء مسؤولي التنسيق. وأكد مصدر ديبلوماسي لـ«الأخبار» أن الوفد التركي «وصل مطار القاهرة بطريقة اعتيادية دون أي إجراءات استثنائية»، علماً بأن قوى سياسية مصرية استغلت المؤتمر للتنديد بالسياسات التركية وتظاهرت أمام سفارة أنقرة لدى القاهرة، للمطالبة بقطع العلاقات معها ووقف اتفاقات التعاون المشترك.
مصدر ديبلوماسي في الخارجية المصرية قال لـ«الأخبار» إن «الخارجية تعاملت مع الضيوف القطريين والأتراك باعتبارهم على أراض مصرية»، رافضاً الدعوات السياسية إلى قطع العلاقات باعتبارها «أمراً يخضع لعوامل كثيرة ويحتاج إلى دراسات متأنية حتى لا تكون له آثار سلبية على الاقتصاد أو المواطنين في البلدين».
ورغم الإجراءات الأمنية التي شهدها الفندق لتأمين المؤتمر وضيوفه، التقط عدد من المقيمين في الفندق صوراً تذكارية مع الرئيس المصري خلال مغادرته، وطلب من رجال الأمن السماح لهم بالوصول بعد ندائهم عليه من خلف الحراسات المصاحبة لتأمينه.
وشهد المؤتمر سوء تنظيم واضحاً من جانب الخارجية المصرية في ما يتعلق بالترجمة لكلمات الضيوف ونقل ما يدور في الجلسات إلى الإعلاميين الذين كانوا في طابق سفلي، ولم يستمعوا لكلمات الضيوف التي جاءت غالبيتها معدّة سلفاً ومكتوبة. وأيضاً ارتبطت مشكلة الترجمة بالاعتماد على عدد من مترجمي الفندق.