أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، أن إسرائيل حققت نصراً حاسماً في عدوانها الأخير على قطاع غزة، إلا أن هدوءاً يدوم سنوات طويلة، يطلب منها تقديم تسهيلات اقتصادية وتحسين الوضع المعيشي للفلسطينيين.
وفي حديث أدلى به لكبريات الصحف الإسرائيلية، ينشر كاملاً اليوم الجمعة، أشار غانتس إلى أن هناك فرصة لتحقيق هدوء طويل الأمد، وذلك إذا انتهجت إسرائيل «سياسة الجزرة» وسمحت بتطوير الاقتصاد في القطاع، وأفسحت المجال أمام إدخال كميات أكبر من السلع والمواد الغذائية إليه، مشيراً الى أن «حماس» لن تسارع إلى تصعيد الأوضاع الأمنية مرة أخرى، بعد الخسائر التي تكبدتها خلال المعركة الأخيرة.
وأوضح غانتس أن قدرة «حماس» على شن حرب جديدة تضررت جداً، إذ فقدت ممتلكات وأنفاقا وصواريخ، لكنه في الوقت نفسه أكد أن «الهدوء مرتبط بما ستحصل عليه من تقديمات»، مشيراً إلى أن إسرائيل، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، «بلورت جهاز رقابة لإدخال السلع ومواد البناء إلى القطاع من أجل إعادة إعماره، مع الحرص على عدم استخدامها من قبل «حماس» للاغراض العسكرية». وأضاف «يجب متابعة ذلك، لكن بطريقة حكيمة، اذ يجب فتح المعابر لإدخال السلع لأن 1،8 مليون نسمة موجودون في قطاع غزة، وهؤلاء الناس بحاجة لمقومات العيش».
ودافع غانتس عن أداء جيشه في العدوان الأخير على قطاع غزة، متحدثاً عن «قصة نجاح باهرة»، مضيفاً «لقد تكللت الحرب بالنجاح، إذ وصل إلى إسرائيل ضباط رفيعو المستوى من جيوش مختلفة من أنحاء العالم، وأشادوا بالأداء المهني للجيش الإسرائيلي، الذي لم يسبق له مثيل».
وحمل غانتس على منتقدي الجيش من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الجيش نفذ ما كلف به ونجح بذلك، وقال «الأهداف الاستراتيجية للعملية العسكرية في غزة لم تكن احتلال القطاع أو القضاء على حماس». ووصف الذين انتقدوا أداء المؤسسة العسكرية وتكتيكاتها، بأنهم أشخاص بلا أي مسؤولية، باستثناء مسارعتهم إلى عقد الاجتماعات.
وتطرق غانتس إلى تهديد تنظيم «داعش»، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي يملك الرد المناسب لمواجهة هذا التهديد، فـ «هؤلاء يتراجعون عندما يواجهون جيشاً مدرباً ومعداً جيداً».
وحول الميزانية الأمنية والتقليصات التي طرأت عليها، أشار غانتس إلى أن ما خصص للمؤسسة العسكرية لا يكفي ولا يلبي الاحتياجات، وعلى الجمهور أن يدرك مخاطر ذلك، إذ إننا لا نعيش في «موناكو»، بل في منطقة الشرق الأوسط ويحيط بنا الأعداء، والتحديات القائمة حالياً لا تقل عما كانت عليه في الماضي».

محمد ضيف ... حي

وفي مقتطفات من كلام غانتس، نشرتها صحيفة «ماكور ريشون» أمس، أعرب غانتس رداً على سؤال إن كان القائد العام لكتائب عز الدين القسام، محمد ضيف ما زال على قيد الحياة، عن اعتقاده بأن «ضيف لا يزال معنا، ويتجول في مكان ما، وهو موجود في مكان ما».