في أولّ تعليق سوري رسمي عن «الاستعداد» السعودي للتدخّل البري في سوريا، أكد وزير الخارجية وليد المعلم أنّ «أيّ تدخل بري في الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة هو عدوان يستوجب مقاومته»، مؤكداً أن أيّ «معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده».
ورأى نائب رئيس الوزراء، في مؤتمر صحافي أول من أمس، أنّ هذه التصريحات السعودية «لها أساس حيث كانت هناك مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وتصريحات لوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يطالب فيها بتشكيل قوة برية تحت شعار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي منذ أكثر من شهر، لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعاون مع الجيش العربي السوري الذي يكافح التنظيم الإرهابي، ومن الطبيعي أن تستجيب السعودية».
وأضاف المعلم «لكن ماذا فعلت السعودية في اليمن... هل أفلحت؟ لقد دمرته وأصبحت تقصف كل هدف مرتين وثلاثاً ولم تبق حجراً على حجر... فهل استسلم اليمنيون... إن هذا القرار يشير من دون أي شك إلى أن السعودية تنفذ إرادة أميركية».
وأشار إلى أنّ «الجنون السعودي يرافقه الجنون التركي... والدول التي تآمرت على سوريا منذ 5 سنوات وحتى الآن ما زالت هي ذاتها»، لافتاً إلى أن «(الرئيس رجب طيب) إردوغان لديه أحلام ترتبط بالدولة العثمانية، وهذه الأحلام تتلاشى على أرض الواقع، فهو ذهب إلى أميركا الجنوبية ونال نصيبه هناك» من خلال الرفض الشعبي. وعن «جنيف 3»، أكد المعلم أنّ بلاده «مستعدة للذهاب إلى حوار سوري سوري من دون أي شروط مسبقة، ولن تنفذ أي شرط مسبق لأي جهة كانت».
وأوضح أن «وفد معارضة الرياض لم يأت من أجل الحوار السوري السوري، بل جاء بأوامر مشغليه في السعودية وقطر وتركيا وقرارهم بضرب العملية السياسية».
وأشار إلى أنّ الجميع تابع ما صدر في وسائل الإعلام «بأن وفد الرياض كان قد قرر الانسحاب، وخاصة بعد إنجازات الجيش العربي السوري على الأرض، ولا سيما في ريف حلب الشمالي». وقال «كنا نأمل من وفد الرياض الذي تحدث في الأمور الإنسانية أن يفرح كما فرح شعبنا بكسر الحصار الذي دام ثلاثة أعوام ونصف عام عن 70 ألفاً من مواطني نبل والزهراء، لكنه حمل أمتعته وغادر ولم يفرح ولم يشارك الشعب السوري فرحته، والسبب بسيط لأنه لا ينتمى إلى هذا الشعب».
ودعا «الجميع إلى أن يدركوا، وفي مقدمهم الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا، أن سوريا تذهب إلى حوار سوري سوري من دون شروط مسبقة... وإذا كان الموضوع الإنساني يهم أحداً، فهو يهم الحكومة السورية قبل أي جهة أخرى، ونحن حريصون على مواطنينا وعلى تقديم الدعم الإنساني والغذائي والدوائي لكل المواطنين السوريين حتى المحاصرين من قبل المجموعات المسلحة، بغض النظر عن جنيف أو غير جنيف».
وأشار إلى أن قرارات فيينا ومجلس الأمن تؤكد مسؤولية دي ميستورا في تشكيل وفد المعارضة، لكنها تؤكد أيضاً ضرورة أن يكون التمثيل للمعارضات أوسع ما يمكن، لافتاً إلى أنه «بدأ يختار بشكل شخصي ويلتقي مع فلان ولا يلتقي مع فلان آخر، وكلهم يصنّفهم في خانة المستشارين».