أعلن المركز الإعلامي التابع لحكومة «التوافق» الفلسطيني عن اجتماع يعقد اليوم بين مسؤولين في «التوافق» وممثلين عن الجانب الإسرائيلي من أجل إقرار آليات تنفيذ عملية الإعمار وعرضها خلال مؤتمر المانحين المزمع عقده في القاهرة بخصوص إعادة إعمار غزة. ونقل المركز أن اللقاء يجمع مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، وسيكون اجتماعا «تكميليا» للاجتماع الذي عقد، أول من أمس، بمشاركة رئيس الحكومة رامي الحمدالله وجرى خلاله بحث خطة إعادة الإعمار.واليوم يمثل الجانب الفلسطيني رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، حسين الشيخ، ويلتقي ممثلين عن الجانب الإسرائيلي، وذلك بتكليف مباشر من رئيس السلطة محمود عباس، وكان حاضرا في الاجتماع السابق ممثل عن الاحتلال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية يوآف مردخاي.
وكان موقع صحيفة «يديعوت احرونوت»، قد كشف قبل يومين عن أن الحمدالله التقى في مدينة رام الله شخصية إسرائيلية رفيعة المستوى تحت عنوان «تغيير الواقع في قطاع غزة»، وجرى خلال اللقاء الاتفاق على «جملة من القضايا التي ستساهم في رفع المعاناة عن سكان القطاع».

في السياق، كشف مدير المعابر في السلطة الفلسطينية، نظمي مهنا، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعطت موافقة رسمية للمرة الأولى منذ عام 2007 على إدخال آليات ثقيلة تشمل «شاحنات، وتراكتورات، وباصات، ومضخات باطون». ومن المتوقع أن يكون إدخال المعدات الثقيلة التي يقدر عددها بـ450 إلى القطاع في إطار الترتيبات اللازمة لإعادة إعماره، كما يأتي قبيل انعقاد المؤتمر الدولي في مصر. كذلك ذكر مهنا، في تصريح صحافي، أنه جرت الموافقة على نقل الخضروات والسمك الطازج والبضائع من غزة إلى محافظات الضفة المحتلة.
في غضون ذلك، قال سفير فلسطين لدى السعودية، بسام الأغا، في تصريح صحافي، إن الرياض ستقدم 500 مليون دولار، التي وعدت بها، فور بدء إعادة الإعمار في غزة.
وغير بعيد عن ملف الإعمار، أعلن القيادي البارز في حركة «حماس»، محمود الزهار، أن جهات دولية ستدعم رواتب موظفي حكومة غزة سابقة، ومنها سويسرا، «لكنها تشترط صرف ميزانياتها لمصلحة الشؤون المدنية فقط»، إلا أنه أكد أن رواتب «السلك العسكري سوف تصرف من جهات أخرى، ولا ينفي ذلك أن الموظفين العسكريين غير موظفين». واستند في ذلك إلى أن اللقاء الأخير بين حركته و«فتح» شدد على أن موظفي غزة «مدنيين وعسكريين» هم موظفون شرعيون.
وقال: «دولة سويسرا على سبيل المثال تريد دعم الفلسطينيين، لكن بشرط أن توجه أموالها للسلك المدني فقط، ونحن لا نمانع ذلك، وسنعوض رواتب العسكريين من جهات أخرى»، مستدركا: «عندما تتوافر الميزانيات الكاملة للحكومة، فإنها ستصرف للموظفين العسكريين والمدنيين بالتوازي».
الزهار: لفتح صفحة
جديدة مع مصر بغض النظر
عمّن يحكمها
ولفت، في الوقت نفسه، إلى أن «فتح» لم تكن تعترف بالموظفين المدنيين في الحكومة السابقة «لكنها اعترفت بهم في الاتفاق الأخير معها».
الزهار انتقل إلى العلاقة مع مصر، قائلا إن هناك اختراقًا وتغيرًا إيجابيًا واضحًا في العلاقة مع القاهرة، وخاصة بعد الحرب الأخيرة على غزة، مؤكدًا أن الحركة تقدر «وتحترم الدور المصري بغض النظر عمن يحكم». وأضاف، أن «حماس راجعت علاقتها مع مصر والتقى وفدها (لمفاوضات تثبيت التهدئة مع الاحتلال) يوم الجمعة الماضي الجانب المصري في جلسة استمرت ساعتين ونصف ساعة نوقشت خلالها القضايا العالقة، كما حددت جلسة لمناقشة بقية المواضيع بعد شهر».
وأكد ضرورة أن تشهد العلاقات مع مصر تحسنًا في المرحلة المقبلة «نظرًا إلى أهمية الدور المصري في المنطقة"، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك بدائل عن الدور المصري خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، قائلاً: «حماس تقدر وتحترم الدور المصري بغض النظر عمن يحكم مصر». وأشار القيادي في «حماس» إلى أن المباحثات غير المباشرة مع الإسرائيليين سيجري استئنافها بعد عيد الأضحى، وأوضح أن الوفد الفلسطيني وضع على جدول الأعمال «قضية المعابر وإنشاء مطار وميناء بحري»، فيما وضع الجانب الإسرائيلي «قضية تبادل الجثث، وتثبيت وقف النار بين الطرفين».
على صعيد آخر، نفت حركة «حماس» ما أعلنته سابقا كتائب القسام، الذراع العسكرية، عن تشكيلها جيشًا شعبيًا، مؤكدة أن ذراعها العسكرية الوحيدة هي الكتائب فقط. وقالت الحركة، في بيان صحافي أمس، إن ما جرى الإعلان عنه هو «برنامج تدريب شعبي محدود يهتم بفئة عمرية معينة من الفتيان والشباب كاستكمال لبرنامج ومشروع الفتوة الذي ترعاه الحركة في غزة منذ سنوات، وهدفه كان الاهتمام بالجيل وتثقيفه وترسيخ ثقافة المقاومة لديه».
وكانت «القسام» قد أعلنت عبر موقعها، وفي جداريات داخل مساجد كثيرة في غزة، أنها بدأت تشكيل «جيش شعبي» في غزة وتدريبه على الأسلحة المختلفة ليشارك في مواجهة الاحتلال في أي حرب مقبلة. ونشرت الكتائب إعلانات في المساجد دعت فيها الشبان إلى التسجيل لدى مندوبيها لتدريبهم وضمهم إلى صفوف «الجيش الشعبي». وجاء في الإعلان أن التدريب سيكون على الأسلحة الخفيفة وبعض الأسلحة الثقيلة مثل قذائف الهاون.
ونقلت وكالات محلية ودولية عن مصادر في الكتائب أنه سيكون هناك مراكز تدريب مفتوحة طوال العام لمن يريد الالتحاق بها، مبررة وجود الجيش الشعبي بأنه بات ضرورياً لأن له مهمات كثيرة إذا شن الاحتلال أي عدوانٍ جديد، لكن مصادر في حركة «فتح» رأت أن هذا الإعلان دعوة إلى تشكيل قوات رديفة تخوفا من عودة عناصر السلطة العسكريين إلى غزة، وهو ما ربطه مراقبون بالنفي الحركي الأخير.
ميدانيا، جرفت آليات الاحتلال صباح أمس أراضي للمواطنين بعد توغلها بصورة محدودة في بلدة الفخاري شرق خانيونس جنوبي القطاع. وهذا هو التوغل المحدود الثالث، على الأقل، منذ انتهاء الحرب الماضية، إضافة إلى إطلاق الرصاص على بعض المزارعين والأطفال قرب الحدود مع الأراضي المحتلة.