إسطنبول | يصوّت البرلمان التركي اليوم على المذكرة التي تقدمت بها الحكومة للحصول على تفويض دستوري «تأمر بموجبه القوات المسلحة للقيام بأي عمل عسكري في سوريا والعراق واتخاذ كافة التدابير لمواجهة جميع المخاطر التي تهدد الامن الوطني والقومي، وفي مقدمة ذلك خطر حزب العمال الكردستاني الإرهابي والتنظيمات الارهابية الاخرى»، التي لم تسمها الحكومة.
وحملت المذكرة الجديدة فقرتين مهمتين لم تتضمنها المذكرات السابقة، وهي تفويض الحكومة للسماح للقوات الأجنبية للمجيء الى تركيا والتذكير بقرارات مجلس الامن الدولي رقم ٢١٧٠ و٢١٧٨ والتي تهدد باتخاذ الإجراءات والتدابير ضد الدول التي تستمر في تعاونها مع «داعش» وتقدم لها المساعدات والتسهيلات، وفي مقدمتها السماح للمقاتلين الأجانب بالمرور من أراضيها، كما هي الحال بالنسبة إلى تركيا التي يدخل المقاتلون الأجانب عبر حدودها الى سوريا.
وشهدت جلسة البرلمان يوم أمس نقاشاً واسعاً وحاداً حيث أعلن «حزب الشعب الجمهوري» و«حزب حرية الشعوب» الكردي رفضهما للمذكرة، وقالا إنها ستجر تركيا الى مستنقع الحرب الخطيرة في المنطقة. وسبق المناقشات خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال إن بلاده ستحارب الاٍرهاب بكافة أشكاله، إن كان «داعش» أو «حزب العمال الكردستاني»، من دون أن يمنعها ذلك من الاستمرار في موقفها المعروف ضد النظام السوري الذي قال عنه أردوغان إنه سبب «ميلاد» تنظيم «داعش».
في غضون ذلك، قال الأمين العام للحلف الأطلسي إن الحلف سيكون الى جانب تركيا في حربها «ضد الاٍرهاب والارهابيين»، وفي حال تعرضها لأي خطر خارجي. وجاء موقف الحلف بعد خطاب أردوغان قبل أيام، الذي اتهم فيه الدول الحليفة بعدم التضامن مع تركيا في حربها ضد «الاٍرهاب» المقصود به «حزب العمال الكردستاني».
وعلى صعيد آخر، يصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى أنقرة اليوم في زيارة خاطفة، يلتقي خلالها أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، ويبحث معهما تفاصيل التعاون المشترك والدور التركي المحتمل في الحرب على «داعش». وتتوقع مصادر دبلوماسية أن يزور أنقرة كذلك خلال الأيام المقبلة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي، أو وزير الدفاع تشاك هاغل، بهدف بحث تفاصيل العمل العسكري المشترك ضد «داعش» عبر الأراضي والأجواء والقواعد التركية.
في هذا الوقت، وضعت رئاسة الأركان وحداتها الخاصة قرب الحدود مع سوريا على أهبة الاستعداد للتدخل السريع في حال أي هجوم من عناصر «داعش» ضد مجموعة الحماية التركية الموجودة عند «ضريح سليمان شاه» العثماني شمال الرقة.
وتسعى أنقرة أيضاً لإقناع الأكراد السوريين بالعمل العسكري المشترك مع فصائل «الجيش السوري الحر» ضد «داعش»، ومستقبلاً ضد النظام السوري. وتستمر مساعي أنقرة لإقناع واشنطن بموضوع تدريب حوالى ١٠ آلاف من عناصر «الجيش السوري الحر» في مخيمات خاصة، وتسليحهم بأسلحة أميركية متطورة لمحاربة «داعش» وبعدها الرئيس السوري بشار الأسد، وبحماية جوية وبرية أطلسية من خلال الحزام الأمني داخل الاراضي السورية، وإقامة منطقة حظر جوي شمالي سوريا.