أعلن الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، أن بلاده ستحارب تنظيم «داعش» والجماعات «الإرهابية» الأخرى في المنطقة، لكنه أوضح أن أنقره ستلتزم هدفها وهو إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.وكان التقدم المريب لمقاتلي «داعش» إلى أن أصبحوا على مرمى البصر من الجيش التركي على الحدود السورية قد زاد الضغوط على أنقرة للعب دور أكبر في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال أردوغان، وفقا لنص كلمته في الجلسة الافتتاحية للبرلمان، «سنقاتل بفاعلية تنظيم الدولة الإسلامية وكل المنظمات الارهابية الأخرى في المنطقة. ستكون هذه هي أولويتنا دائما»، مضيفاً «سنواصل (أيضا) اعطاء الأولوية لاطاحة النظام السوري والمساعدة على حماية وحدة الأراضي السورية والتشجيع على نظام حكومي دستوري وبرلماني يشمل كل المواطنين».
ورأى الرئيس التركي أن «أطنان القنابل من الجو ستؤخر التهديد والخطر فحسب»، مضيفاً أن عودة اللاجئين السوريين في تركيا بسلام أولوية أيضا. وقال «نحن منفتحون ومستعدون لأي تعاون في محاربة الارهاب، لكن يجب أن يفهم الجميع أن تركيا ليست دولة تسعى لحلول مؤقتة ولن تسمح للاخرين باستغلالها».
وتأتي تصريحات أردوغان عشية النقاش المقرر في البرلمان حول مذكرة للحكومة المحافظة تجيز للجيش التركي التدخل في العراق وسوريا. وإلى جانب المحاولات التركية لرسم دور خاص بها يعيد ترتيب الأوراق الداخلية للتحالف الدولي، كانت واشنطن تعلن أنه لا يمكن القضاء على تنظيم «داعش» بعمليات القصف، داعية الى التحلي بـ «الصبر الاستراتيجي».
وقال المتحدث باسم «البنتاغون»، الادميرال جون كيربي، للصحافيين، «لم يقل احد ان الامر سيكون سهلا او سريعا، ولا أحد يجب أن ينخدع بإحساس موهوم بالامن من خلال ضربات جوية محددة الهدف». واضاف «لن نقضي عليهم بالقصف، ولا يمكننا ان نفعل ذلك».
وفيما تأتي تصريحات كيربي بعد أسبوع من بدء واشنطن وعدد من حلفائها العرب غارات جوية في سوريا، ذكر المتحدث أن قادة الجيش الأميركي كانوا واضحين منذ البداية بتأكيدهم ان الضربات الجوية وحدها لا تكفي، وان الامر سيحتاج الى جهود طويلة الامد، والى تدريب وتسليح مقاتلي «المعارضة السورية المعتدلة» وتعزيز الجيش العراقي.
العبادي: لن
نقبل اشتراك دول
عربية جوياً

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت أول من أمس، أن سلاح مشاة البحرية (المارينز) ينوي نشر قوة من 2300 عنصر في الشرق الاوسط تكون مهمتها التدخل السريع عند اندلاع ازمات في المنطقة. وأوضح كيربي ان وحدة التدخل هذه لن تكون مرتبطة «بالعمليات الجارية حاليا في العراق». وستزود هذه القوة بطائرات عدة وستكون مستعدة للتحرك سريعا في حال وقوع «حدث غير متوقع»، بحسب المتحدث. والأسبوع الماضي، اوضح ضابط في مشاة البحرية ان هذه القوة ستتمركز في الكويت. وتعود فكرة انشاء وحدة مماثلة الى العام الماضي، قبل ان تقرر الولايات المتحدة شن ضربات جوية في العراق وسوريا. وسبق ان انشئت قوة مماثلة لمنطقة افريقيا مقرها في اسبانيا.
في الشأن العراقي المتصل، أعلن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أن القوات العراقية كانت ستدحر «داعش»، «لو توافر لنا غطاء جوي جيد»، مؤكداً أن بلاده ليست بحاجة لدعم عسكري بري، مبدياً في الوقت ذاته اعتراضه على نحو كامل اشتراك دول عربية في «الجهد الجوي» الذي يستهدف التنظيم في بلاده.
وقال، في مقابلة اجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية، «نقول على نحو واضح اننا لن نقبل قوات غير عراقية في العراق، لو كان لدينا غطاء جوي فاعل لهزمنا تنظيم الدولة الاسلامية»، مضيفاً أن «قوات التحالف سدت الكثير من الثغر في الحرب ضد داعش». وفي شأن متصل، قال العبادي «ارسلنا وفدا الى سوريا لاطلاع السوريين على الغرض من طلبنا من التحالف قصف داعش داخل سوريا، لان الارهاب عابر الحدود».
من جهته، قال وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، إن الدعم الذي تقدمه دول العالم للعراق في قتاله ضد تنظيم «داعش» يجب ان يقوم على احترام سيادته، مضيفاً، في مؤتمر صحافي في بغداد، «لا يمكن ان نقبل ان يكون العراق دائرة وارض صراعات اقليمية».
في غضون ذلك، برز موقف روسي تحذيري متقدم، إذ أعلن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أن الوضع في الشرق الاوسط يمكن أن يخرج عن السيطرة اذا تطور خارج إطار القانون الدولي. وأكد لافروف أن ما يحدث في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا «هو نتيجة استخفاف قيادة الولايات المتحدة بتلك الخطوات التي اتخذتها واشنطن في هذه المنطقة على مدى السنوات 10 – 12 الأخيرة»، مضيفا أنه «من الضروري الآن أن يجري تعلم هذه الدروس». وأشار إلى أن «الوضع بالطبع يمكن أن يخرج من تحت السيطرة اذا تطور خارج إطار القانون الدولي. هذا دائما مرتبط بالخطر. نحن نسعى إلى أن يعي هذه الأخطار ذلك الذي يستعمل القوة من طرف واحد في المنطقة».
وأضاف أن «محاربة الإرهاب ضرورية، ونحن منفتحون على ذلك. ومستعدة لذلك أيضا حكومات دول المنطقة بما فيها الحكومة العراقية والحكومة السورية، كما أن الحكومة الإيرانية مستعدة لذلك»، مشدداً على ضرورة «ألا يجري في هذا الكفاح استثناء أحد من الجهود الجماعية، ولكي يسود فيه نهج يرمي إلى تحقيق نتائج، وليس نهجا تحدده بعض الأيديولوجيات المتحيزة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)





ألقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الضوء، أمس، على ملف متداول في الإعلام العربي، لكن نادراً ما يشار إليه في الصحافة الأميركية. وتناول التقرير العلاقة بين نمو عديد مقاتلي «داعش» واعتقالهم السابق في سجون أميركية في العراق، «سجن بوكا» تحديداً. ورأى التقرير أنه على الولايات المتحدة أن تقنع شركاءها في المنطقة بتجنب المزج بين «المتطرفين والمعتدلين»، مضيفاً «إذا استمررنا في تكرار سجل الحبس الجماعي في الشرق الاوسط، فسنبقى عالقين في دائرة حيث تنتج جهودنا لمكافحة الإرهاب الإرهابيين».