سيطر الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، أمس، على سلسلة جبال العمري في تعز بالكامل من قوات «التحالف» والمجموعات المسلحة المؤيده له. وباتت السلسلة المحيطة بباب المندب، غربي تعز، بالكامل تحت سيطرة الجيش و«اللجان»، بعد تقدم المجموعات المسلحة إلى بعض التلال والمناطق فيها، مع بقاء معسكرات العمري بأيدي الجيش و«اللجان». وأشار مصدر عسكري في حديثٍ إلى «الأخبار» إلى أن الجيش و«اللجان الشعبية» يتمركزون حالياً في مناطق استراتيجية في ذوبا، في ظل انهيار في صفوف قوات «التحالف» وفرار جماعي، مخلفين أسلحتهم وراءهم.
وأكد المصدر أن الجيش و«اللجان» تقدموا نحو مناطق جديدة باتجاه الساحل حتى وصلوا إلى مفرق الطريق الدولي في مديرية ذو باب، مشيراً إلى أن التقدم لا يزال جارياً في ظل فرار غير مسبوق للمسلحين وتساقط مواقعهم.
ووصف المصدر هذا التقدم بأنه ضربة استباقية لهجوم ثلاثي محتمل لمسلحي «التحالف» كان يستهدف السيطرة على الشريط الساحلي الغربي، بدءاً من الهجوم عبر ساحل ذو باب باتجاه المخا، مسنوداً بهجوم بحري، بالتزامن مع هجوم بري من جيزان باتجاه ميدي، ثم التقدم باتجاه الحديدة بالبارجات. ويؤكد المصدر أن الهجوم الثلاثي فشل الى الآن بعد ضربة الزوارق في سواحل المخا والتقدم الميداني أمس في ذو باب والعمري، إضافة إلى فشل ثالث هجوم على ميدي من جهة الشمال.
معلومات عن إصابة اللواء علي محسن الأحمر في هجوم على ميدي

على صعيد متصل، وفي حين استهدفت القوة الصاروخية آليتين تابعتين للمسلحين أدت إلى إحراقهما ومقتل طواقمهما في مفرق الأحيوق في مديرية الوازعية، شن طيران «التحالف» غارتين على السلسلة الجبلية وجنوب المعسكر القديم في العمري في مديرية ذو باب الساحلية.
وفي الجهة المقابلة شمالاً على الساحل الغربي، وتحديداً على الحدود بين جيزان السعودية وميدي اليمنية، فشل هجوم كبير لقوات «التحالف» على مدينة ميدي الساحلية مدعوماً بالطيران والبارجات هو الرابع من نوعه في غضون أيام قليلة. وأوضح مصدر عسكري أن الجيش السعودي والمسلحين المؤيدين له، تكبدوا خسائر فادحة خلال تلك المحاولة، مؤكداً أن المواجهات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجيش السعودي ومرتزقته، رغم الإسناد الجوي بالأباتشي والاستطلاع الحربي، إضافة الى قصف السفن الحربية من البحر، لافتاً إلى أن قوات الجيش و«اللجان» صدوا الهجوم ودمروا ثلاث آليات سعودية.
وعلى وقع هذه الأحداث، تحدثت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» عن إصابة اللواء الفار علي محسن الأحمر في محاولة الهجوم قبل الأخيرة على ميدي. وبحسب المصادر، من المرجح أن الأحمر مصاب إصابة بالغة وقد يكون حالياً تحت العناية المركزة في السعودية أو في دولة أخرى. وكانت أنباء قد تحدثت عن مقتل أو إصابة القياديين المواليين للعدوان هاشم الاحمر ومحمد المقدشي في ضربة «توشكا» الأخيرة على معسكر ماس. وفي هذا الصدد، أوضحت المصادر أن مصيرهما لا يزال مجهولاً إلى الآن. وأفادت معلومات لـ«الأخبار» بأن هاشم الأحمر كان قد غادر المعسكر قبيل الضربة بدقائق، غير أن مقربين من الأحمر أكدوا أن بعض مرافقيه سقطوا بين قتيل وجريح، فيما لا يزال مصير الأحمر غير معلوم إلى الآن.
أما في الجبهة الشرقية المتداخلة بين مأرب والجوف ونهم، فحقق فيها الجيش و«اللجان الشعبية» أمس تقدماً يجهز على المخطط الذي تحدث سلفاً عن السيطرة على المدخل الشرقي للعاصمة. وأفاد مصدر عسكري في حديث إلى «الأخبار» بأن الجيش و«اللجان الشعبية» حققوا تقدماً كبيراً شرقي صرواح. وقال المصدر إن هناك تقدماً كبيراً للجيش و«اللجان الشعبية» على جبال وتلال الطلعة الحمراء بعد جبل هيلان وكوفل.
وعلى جبهة شرق صنعاء، أوضح مصدر عسكري أن المعارك في جبال صلب المحاذية لمديرية نهم في محافظة صنعاء مستمرة وسط تقدم للجيش و«اللجان»، مؤكداً أنه جرى أمس طرد المسلحين من معظم مناطق جبال صلب. وأشار المصدر إلى أن المجموعات المسلحة في منطقة قرود و‏ملح، باتت محاصرة من جهة صلب ومن بقية الجهات بحكم الجغرافيا، وبالتالي مقطوعة عن الإمدادات. وفي الوقت نفسه، شن طيران «التحالف» أربع غارات على فرضة نهم ومنطقة قرود، وهو ما يعطي دلالة ‏واضحة على أنه جرى طرد المسلحين من تلك المناطق.
أما في الجوف، فقد قتل عدد كبير من قوات «التحالف» والمسلحين خلال التصدي لمحاولات تقدم لهم في مديرية خب والشعف شرقي المحافظة. وأكد «الإعلام الحربي» تمكن الجيش واللجان من تدمير عربة «برادلي» إماراتية بين منطقتي السعراء والخليفين التابعة لمديرية خب والشعف الحدودية شرقي الجوف. وشن طيران العدوان عدداً من الغارات على مديرية الغيل شمال غرب الجوف.
وفي تطور لافت، شن طيران العدوان أمس، سلسلة غارات على مدينة الحديدة مستهدفاً أحياء سكنية، وأفاد مصدر في المكتب السياسي التابع لـ«أنصار الله» في محافظة الحديدة بأن طيران العدوان قصف بغارات عدة مبنى المكتب السياسي في الحديدة الواقع في الحي التجاري وسط المدينة. وسقط عدد من العاملين في المكتب بين قتيل وجريح، في وقت فجر فيه انتحاري نفسه في شارع زايد في مدينة الحديدة، من دون أن يترك أضراراً بشرية.