بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركة بلاده في العمليات العسكرية التي يقوم بها «التحالف الدولي»، عاد الموقف التركي الرسمي إلى «الغموض» مجدداً. إذ رأى أردوغان أن الغارات الجوية على مواقع «داعش» في سوريا والعراق «غير كافية»، متهرباً من تأكيد الدعم العسكري لضرب التنظيم. وأشار الرئيس الجديد إلى إمكانية إنشاء «منطقة آمنة» على الحدود مع سوريا.في هذا الوقت، نفت أنقرة استخدام الأجواء التركية وقاعدة إنجيرليك الجوية، في الغارات التي شنّها «التحالف في الأراضي السورية، ورأت الحكومة أن الأنباء التي أشيعت بهذا الصدد «عارية من الصحة».
وتعليقاً على القصف الأميركي والفرنسي لمواقع «داعش»، أعلن أردوغان في مقابلةٍ من نيويورك، أنه يجب مواجهة التنظيم في سوريا والعراق معاً، معتبراً أنه لا يمكن الاكتفاء بالغارات الجوية، بل يجب أن تترافق بجهد على الأرض وبجانب استخباراتي وبُعد إنساني.

وأوضح أردوغان أن الانتقادات الموجهة إلى تركيا بخصوص عبور الراغبين في الانضمام إلى «داعش» من أراضيها، «غير محقة»، مشيراً إلى أن قضية المقاتلين الأجانب جرى تناولها في قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة في بريطانيا، حيث قالت بلدان كفرنسا وإيطاليا وبريطانيا إن الأشخاص الذين يغادرونها «لا يحملون أسلحة وإنما يغادرون كسياح». وتابع قائلاً: «تمكنا من تحديد نحو 6 آلاف شخص قدموا من بلدان مختلفة إلى تركيا، فأوقفنا بعضهم وطردنا البعض الآخر، وحظرنا دخول آخرين إلى بلادنا». وبرر أردوغان عبور «أشخاص من تركيا إلى سوريا للانضمام إلى داعش» بكون الحدود التركية مع العراق وسوريا «طويلة جداً» ومن غير الممكن السيطرة على كل شبر منها. وأوضح أنه في حال إعلان منطقة حظر جوي، فسيكون من الممكن أن تتضمن منطقة آمنة، وأن يقَدم لها الدعم اللوجستي والإنساني، وأن توفر لها كافة الاحتياجات، ويمكن الناس أن يقيموا في تلك المنطقة لفترة من الزمن».
من الممكن لتركيا
أن تشارك في نواحٍ محددة
وردّاً على سؤال عن عدم رغبة الولايات المتحدة في إرسال قوات عسكرية مجدداً في «بلد مسلم»، ومسألة تقديم البلدان الدعم في مكافحة التنظيم المتطرف، أجاب الرئيس التركي بالقول إن «مكافحة الإرهاب ليست قضية إقليمية فقط، بل دولية»، ولهذا يجب اتخاذ موقف دولي في مواجهة هذه القضية، مؤكداً أن الوحدات المعنية بقضية مكافحة «داعش» في تركيا على تواصل مع نظيرتها الأميركية، ووفقاً لنتائج المشاورات من الممكن لتركيا أن تشارك «في نواحٍ محددة». وعقد أردوغان، مساء أمس، لقاء قصيراً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ناقشا خلاله التطورات الأخيرة في سوريا والمنطقة. من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف، أمس، نيته زيارة تركيا من أجل مزيد من التعاون معها في ما يخصّ الأشخاص الثلاثة المشتبه بانخراطهم في القتال بسوريا، الذين سترسلهم تركيا إلى فرنسا. وكان هؤلاء قد سلموا أنفسهم للسلطات الأمنية بعد دخولهم الأراضي الفرنسية قادمين من تركيا، ولم تتمكن السلطات من القبض عليهم، بسبب وصولهم عبر مطار مرسيليا، بدلاً من مطار أورلي في العاصمة باريس.
(الأخبار، الأناضول)