جبهة رفض واسعة لأي تدخل عسكري أميركي على الأرض بدأت تظهر في الداخل العراقي، أساسها التلويح بخيار المقاومة من جديد ضد أي انتشار أميركي بري على الأراضي العراقية.الإشارة الأولى على ذلك جاءت من المرجعية الدينية التي دعت، يوم الجمعة الماضي، إلى ضوابط صارمة، وحذّرت من «الهيمنة الأجنبية... بحجة المساعدة الخارجية»، فيما نظمت أطراف في «التحالف الوطني» تظاهرة واسعة في بغداد في اليوم التالي، أعلنت فيها رفضها لأي تدخل عسكري أميركي بري.

وشارك في التظاهرة «التيار الصدري» و«منظمة بدر» و«عصائب أهل الحق» (تفاصيل على موقع الأخبار).
وإلى جانب خلق «التحالف الدولي» ديناميكية سياسية جديدة في الداخل العراقي، في مشهد يعيد التذكير بانطلاق المقاومة العراقية إبان الغزو الأميركي عام 2003، لا تزال العمليات العسكرية «المشتركة» تتواصل لاسترجاع مناطق سبق أن احتلها تنظيم «داعش»، وفق نمط سيطرح مزيداً بشأن التعاون المستقبلي مع القوات الأميركية.
وفي هذا السياق، شنت قوات عراقية مشتركة عملية واسعة شمال مدينة الفلوجة بدعم من الطائرات الأميركية لمساندة فوج من الجيش، في منطقة السجر، يصدّ هجمات «الجهاديين» منذ عشرة أيام. وتقع منطقة السجر شمال مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها «داعش» منذ مطلع العام الحالي. وينتشر الفوج شمال الفلوجة بين منطقتي السجر والصقلاوية الخاضعتين كذلك لسيطرة تنظيم «داعش».
في غضون ذلك، لا يزال القرار الأميركي عالقاً بشأن توسيع نطاق الهجوم المزعوم ضد التنظيم المتطرف ليشمل أراض سوريّة، فيما توقعت السفيرة الأميركية في الامم المتحدة، سمانثا باور، ألا تكون بلادها وحيدة في شن غارات جوية ضد التنظيم في سوريا، رغم أنها أكدت أنه لم تُتّخذ قرارات بهذا الشأن بعد.
وفي خبر يشير إلى طغيان ترابط الأحداث ذات الطابع العسكري على مجمل المشهد في الشرق الأوسط، برز يوم أمس رسوّ مدمرتين صينيتين في ميناء بندر عباس الإيراني، في زيارة غير مسبوقة تعكس التقارب الجديد بين البلدين، بحسب ما أفادت وسائل الاعلام الايرانية. وهذه الزيارة التي تستمر أربعة أيام، هي الأولى التي تقوم بها مدمرة صينية لميناء إيراني، فيما تنتشر البحرية الأميركية بكثافة في الخليج، وخصوصاً في البحرين التي تشكل مقر الأسطول الخامس.
وقال الأميرال في البحرية الإيرانية، حسين ازاد، إن البحريتين الإيرانية والصينية ستجريان تدريبات على عمليات إسعاف في حال وقوع حوادث بحرية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)