نكسة غير متوقعة واجهت الجيش السوري في ريف حماه الغربي، بعد أن شنّ المسلحون هجوماً كبيراً على موقع تل ملح، الذي سيطر عليه الجيش أول من أمس، ما أدى إلى سقوط التل وبلدتا التريمسة وكفرهود، بالإضافة إلى حاجز الزلاقيات شمال حلفايا. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أنّ «هجوم المسلحين على تل ملح والتريمسة ترافق مع قصف صاروخي عنيف، قابلته ضربات مكثفة من سلاح الجو، الذي ردّ على مراكز إطلاق الصواريخ في المنطقة المحيطة».
وبحسب المصدر، فإن «قرية الجلمة والقوات المتمركزة داخلها باتت محاصرة من قبل المسلحين، بالإضافة إلى وقوع الجديدة تحت الخطر، بسبب سقوط كفرهود والتريمسة مجدداً». ويعزو المصدر سقوط قرى غربي محرّدة، «إلى أخطاء تتعلق بتسرع القوات في التقدم، دون ضمان إعادة التمركز بدقة». وأضاف: «5 قرى استطاعت قواتنا تحريرها أول من أمس، كان من المفروض التقدم بخطوات ثابتة، وعدم الاستهانة بإعادة تجميع المسلحين قواتهم لمباغتتنا والقضاء على إنجازنا». وأكد المصدر نفسه أن «القوات لا تزال في نقطتي الجلمة والجديدة، غير أن استرجاع المواقع الأُخرى بات أكثر صعوبة رغم المحاولات المستمرة لاستعادة زمام المبادرة». وختم بأن «القوات الموجودة في ريف حماه ستستعيد المواقع التي خسرتها سريعاً، لأنها تعرف سبب وجودها في الريف الغربي، وخيارات الهزيمة معدومة لديها».
في موازاة ذلك، سقطت قذائف هاون عدة أمس على محرّدة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين ووقوع جرحى، فيما كثّف الطيران الحربي غاراته الجوية على كل من اللطامنة ومورك وكفرزيتا.

قذائف الهاون تمطر العاصمة

على صعيد آخر، شهدت أحياء العاصمة السورية أمس، سقوط عشرات قذائف الهاون، التي استهدفت حيّ القصور وحيّ ركن الدين وبلودان ومدينة جرمانا، ما أودى بحياة 5 مواطنين وجرح عدد آخر، بحسب وكالة «سانا» الإخبارية. وكان تنظيم «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» قد أطلق منذ يومين عملية جديدة تهدف إلى إطلاق الصواريخ باتجاه أحياء العاصمة. في موازاة ذلك، استمرت المعارك في كل من حي جوبر والدخانية في الغوطة الشرقية. كذلك دارت اشتباكات عنيفة أمس بين الجيش والمسلحين قرب مقام السيدة سكينة في داريا، في الغوطة الغربية. وفي القلمون، في ريف دمشق الشمالي، جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين في جرود فليطا، في الوقت الذي سلّم فيه 176 مسلّحاً أنفسهم من بلدتي رحيبة وجيرود في ريف دمشق إلى الجهات المختصة، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وفي ريف حمص الشمالي، دارت معارك بين الجيش والمسلحين في كل من تلبيسة والحولة. وقتل في تلبيسة قائد «لواء الإيمان» أبو حاتم الضحيك ومجموعة من القادة في قصف جوي.
شمالاً، دارت اشتباكات عنيفة بين «لواء جبهة الأكراد» و«جبهة النصرة» من جهة وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في الأطراف الغربية من بلدة دابق الخاضعة لسيطرة التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي، في الوقت الذي شنّت فيه الطائرات الحربية غارات جوية على مراكز تابعة لـ«داعش» في مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، بينما شهدت مدينة منبج اشتباكات بين «داعش» والمسلحين المعارضين. وفي الحسكة، توفي القائد العسكري لجبهة حي غويران المدعو «أبو يعرب» إثر إصابته أول من أمس في الاشتباكات مع الجيش السوري في الحيّ.
وفي إدلب، وبعد نجاة قائد «جبهة ثوار سوريا» من غارة جوية استهدفته، وقتل على إثرها أحد معاونيه إضافة إلى ابنته، اتّهم أمس في شريط فيديو نشر على «يوتيوب» «دولة الأسد» التي استهدفته بعدة غارات، متوعّداً الرئيس بشار الأسد بالقتال، قائلاً: «سنبقى نقاتل نظامك حتى إسقاطه».
كذلك شنّ هجوماً على تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي اتهمه بمحاولة اغتياله منذ أيام، إذ قال: «تعرّضنا لهجمة شرسة من مفخخات (أبو بكر) البغدادي واستطعنا قتل الانتحاري، وما زلنا نعاني من تلك الدولة التي تزعم أنها إسلامية، وهم يقتلون الشعب السوري».
(الأخبار)