حاولت مراسلة «ذي نيويورك تايمز»، آن برنارد، في مقالها أمس وضع سيناريو المكاسب والمخاطر لضرب «داعش» بالنسبة إلى المعارضة السورية والنظام، من خلال رؤية بعض المقرّبين من الدولة السورية ودبلوماسيين غربيين. أولاً، تقول الصحيفة إنه «بالنسبة إلى المستشارين المقرّبين من الرئيس بشار الأسد»، فإن ضرب واشنطن لـ «داعش» هو بمثابة «انتصار استراتيجيته التي صمدت فترة طويلة».
وتلك الاستراتيجية ارتكزت على «إلغاء أي معارضة معتدلة ووضع العالم أمام خيار وحيد: إما النظام أو المتطرفون الإسلاميون الذين يهددون الغرب»، لكن، هناك أيضاً تعبير عن «قلق ما في دمشق» إذ، حتى الآن، لا يعرف المقرّبون من النظام لمصلحة من ستكون تلك الضربة عملياً على الأرض، فهل سيستفيد الجيش السوري منها، أم ستأتي المجموعات المعارضة الاخرى لتملأ الفراغ؟ أحد الصحافيين السوريين المقرّبين من النظام في دمشق لفت، من جهته، الى أنّ «الحملة الأميركية هذه لن تؤثر كثيراً في مجريات الأمور على الأرض، فهي سياسية ترمي منها واشنطن الى القول فقط للعالم إنها تحارب داعش». المقال يشير الى أنّ الحملة الأميركية تتزامن مع «تصاعد الانتقادات الموجهة إلى الحكومة السورية، حتى من مؤيدي النظام، الذين يلومونها على السماح للمجموعات المتطرفة بالنمو والتوسع».
بعض الدبلوماسيين يشرحون أن «الضربة الأميركية ودعم القوى من غير داعش وإجبارها على اعتماد أجندة معتدلة، قد تجبر المؤيدين للنظام في سوريا وخارجها، مثل روسيا وإيران، على الضغط على الأسد بغية التنحي أو مشاركة السلطة».
لكن هؤلاء الدبلوماسيين يرون في قرار واشنطن الجديد بالتركيز على ضرب «داعش» دليلاً على «تحوّل الغرب نهائياً عن نيّته بإسقاط الأسد أو التوصل الى تسوية ما قريباً». «الحكومات الغربية لن تبذل أي جهود إضافية في هذا الشأن»، أضافوا.
«النظام السوري كان يتوقّع أن يلجأ المجتمع الدولي رويداً رويداً في نهاية الأمر لطلب التعاون مع استخباراته بهدف مواجهة داعش»، نقلت «تايمز» عن «مصادر حليفة للأسد».
(الأخبار)