قيادة جديدة لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية». «مجلس الشورى الطارئ للحركة» انعقد بسرعة، وكان التوافق على اختيار «أمير» جديد. الناطق باسم «المجلس المؤقت» أكد في بيان مصور أن «الحركة ماضية في طريق الحق (...). ولن يزيد هذا الحدث الجلل الحركة إلا إصراراً على المضي في طريق تحرير أمتنا». وأعلن الناطق تعيين المهندس هاشم الشيخ «أميراً جديداً للحركة والأخ أبي صالح طحان قائداً عسكرياً عاماً». وبدا لافتاً أن الناطق لم يتطرق إلى أعمال التحقيق في ملابسات الاغتيال، التي كان من المفترض أن «الحركة» قد باشرتها «بالتعاون مع جهات صديقة»، وفقاً لما أكده مصدر في «الحركة» لـ«الأخبار» في وقت سابق.
المصدر ذاته جدد التأكيد أن «اللجنة باشرت عملها بالفعل، وسيصار إلى الكشف عن أي نتيجة تخلُص إليها».
كواليس «الحركة» عكست جوّاً من الثقة بأن «الحركة» ستحافظ على ثقلها على الأرض، ولن تتأثر بفقدان معظم قادتها، الأمر الذي لا يمكن الرهان عليه، وخاصة أن «الأمير» الجديد لا يحظى بالثقل الذي كان حسان عبود يحظى به. ورغم ما يقال عن صلات هاشم الشيخ الاستخباراتية الخارجية القوية، غير أن الضربة التي مُنيت بها «الحركة» تبدو كفيلة بتحويلها إلى مجموعة ضعيفة الفاعلية، على نحو مماثل لما حصل مع «لواء التوحيد» الذي أفلح في البقاء صورياً بعد مقتل قائده عبد القادر الصالح، لكنه لم يعد رقماً قوياً في المعادلة الميدانية. ومن شأن تكرار هذا السيناريو مع «أحرار الشام» أن يجعل «الجبهة الإسلامية» رهينة قوتين أساسيتين هما «جيش الإسلام» الذي يقوده زهران علوش، و«لواء صقور الشام»، الذي يقوده أبو عيسى الشيخ، الأمر الذي بدت مصادر «الحركة» واثقة من استحالة حدوثه.
وشدّد أحد قادتها الميدانيين في ريف إدلب على أن «حركة أحرار الشام ليست فصيلاً صغيراً، بل حركة قوية ومُنظّمة، ومليئة بالكوادر».
«الأمير» هاشم الشيخ (أبو جابر) قال في أول كلمة له: «قُتل أبو عبدالله الحموي وصحبه فماذا نفعل بالحياة من بعدهم؟ قوموا فلنمت على ما ماتوا عليه. الخطب عظيم والمصاب أليم، إنا لله وإنا إليه راجعون». الشيخ أكد في الكلمة المصورة أن «إخوانكم في حركة أحرار الشام على الدرب سائرون وللمواثيق راعون فهيهات أن تحرفنا الرياح العاصفة عن منهجنا». وحثّ «رجال أحرار الشام» على ألّا «تزعزعهم المحنة ولا تفرقهم المصيبة».

«الأمير» الجديد يحمل
إجازة في الهندسة
وعمل خبيراً في معامل الدفاع السورية


«الأمير» الجديد من مواليد مسكنة (ريف حلب) عام 1968، ويحمل إجازة في الهندسة الميكانيكية من جامعة حلب. سبق له أن عمل خبيراً في معامل الدفاع السورية، واعتقل عام 2004 على خلفية ضلوعه في تجنيد مقاتلين من ريف محافظة الرقة للقتال في العراق. وكان من بين معتقلي سجن صيدنايا العسكري الذين أفرج عنهم في حزيران 2011، حيث كان من أوائل «مجاهدي حركة الفجر الإسلامية»، ثم تزعم «كتيبة مصعب بن عمير» في مسكنة. عُين عضواً في «مجلس شورى أحرار الشام» منذ خروجها إلى العلن، و«أميراً» على ريف حلب الشرقي. أما صالح طحان، فهو من مواليد تفتناز (ريف إدلب) عام 1978. شارك في تجنيد مقاتلين للقتال في العراق، فلاحقته السلطات السورية، وفرّ خارج البلاد. عاد في أيار 2011، وانتسب إلى «أحرار الشام» في مرحلتها السرية، ثمّ أسس «كتيبة أحفاد عليّ بن أبي طالب» وعُين عام 2013 قائداً عسكريّاً ميدانيّاً، ونائباً للقائد العسكريّ العامّ أبي طلحة الغاب، الذي قُتل أخيراً مع معظم قادة الحركة.

تغريدات «شاهد عيان» تُقدم رواية جديدة

تداولت صفحات «جهادية» أمس تغريدات قال صاحبها إنه كان شاهد عيان على عملية الاغتيال. وكررت التغريدات الحديث عن أن «معظم القتلى قضوا اختناقاً»، معللة ذلك بـ«انفجار كميات كبيرة من الـ TNT‏».
ووفقاً لهذه الرواية، فقد حدث انفجار ضخم في ورشة لتصنيع القذائف داخل المقر، نجم عنه كمية كبيرة من الدخان الأسود حالت دون وصول المسعفين إلى مكان الاجتماع مدة 10 دقائق.
وأكدت التغريدات أن «حسان عبود كان خارج سوريا، وقد دخلها قبل الاجتماع بساعات قليلة، وتوجه إلى الاجتماع لمناقشة قرار توحيد ودمج كتائب في حلب مع الحركة».




«النصرة» تنعى «أحرار الشام»

نشر أبو ماريا القحطاني (ميسرة الجبوري) أحد أبرز وجوه «جبهة النصرة» سلسلة تغريدات على صفحته في موقع «تويتر»، تناولت مقتل «قادة أحرار الشام». وقال إنه لدى دخوله إلى الشام ما كان يسعه إلا أن يكون «جندياً في صفوف حركة أحرار الشام» لولا «قدّر الله ومنّ علي بصحبة شيخنا الفاضل أبي محمد الجولاني». وأكّد أن «غالب الكوادر العلمية والعقول الشامية التحقت بحركة أحرار الشام، ولم تلتحق بجبهة النصرة بسبب أن النصرة ترتبط بجماعة الدولة. (...) وكان الإخوة في حينها قريبين من الشيخ الفاتح (الجولاني) ويتواصلون معه للتقارب والاجتماع لوﻻ إعلان البغدادي المشؤوم الذي جرّ الساحة إلى هذا الحال». وأضاف: «لن ننسى موقف الشيخ الحموي (أبو عبد الله الحموي) معنا، بل له مواقف تكتب بماء من ذهب، فسلام على روحه في الخالدين». وقال إن «قادة وشرعيي أحرار الشام قد غيروا مفاهيم خاطئة كادت أن تكون ديناً يتعبد به الناس ربهم في ساحات الجهاد، وكان للشيخ العالم المجاهد أبو يزن ومن معه من طلبة العلم الدور الأكبر في ذلك».