تغيّر مجرى الأحداث الميدانية في ريف حماه الغربي، بعدما سيطر الجيش السوري أمس على قرية خربة الحجامة، شرق رحبة خطاب العسكرية، بحسب ما أكّد مصدر ميداني لـ«الأخبار». وأحكم الجيش السيطرة النارية على الرحبة من الجهة الشرقية بعد تحرير تلة الصمصام، إثر معارك عنيفة خلّفت عشرات القتلى في صفوف المسلحين، بحسب المصدر نفسه.
«مهّدت قواتنا تمهيداً نارياً عنيفاً أمام عناصر المشاة لبدء اقتحام منطقة القشاش التي باتت خالية من المسلحين، في انتظار إعلانها آمنة أسوة بقريتي أرزة وبلحسين اللتين ساهمت السيطرة عليهما في حصار الرحبة العسكرية من الجنوب»، يقول المصدر العسكري. وهكذا، فإن الساعات المقبلة تفصل الجيش عن تحرير الرحبة التي رزحت طيلة اليومين الماضيين تحت وطأة قصف مدفعي وجوي عنيف. وأكد المصدر نفسه أن «تحرير القشاش وتل الصمصام أثّر إيجاباً في وقف إطلاق القذائف الصاروخية من هذه المناطق على جبل زين العابدين، حيث يتركز أكبر تجمعات الجيش». وفي السياق، أكّد مصدر أهلي لـ«الأخبار» أن «تقدّم الجيش المتواصل خلّف ارتياحاً شعبياً لسير المعارك في المنطقة بقيادة العقيد سهيل الحسن، ولا سيما بعد خيبة تراجع القوات السورية على محور بطيش».
وكثّفت الطائرات الحربية أمس غاراتها على تجمعات مسلحي «جبهة النصرة» في بلدة خطاب، وفي قرية أبو حبيلات في ريف حماه الشرقي. وقتل إثر الاشتباكات بين الجيش والمسلحين في ريف حماه الشرقي أحد قياديي «النصرة» المدعو أحمد الشاهر والملقّب بـ«أبو شاهر التركاوي». كذلك قتل القائد العسكري في تجمّع «أجناد الشام» المدعو «أبو صالح»، في الاشتباكات التي دارت في خطاب.
عملية الغوطة مستمرة

على صعيد آخر، يستكمل الجيش السوري عمليته العسكرية في ريف العاصمة الشرقي، لا سيّما لاستعادة حيّ الدخانية. مصدر عسكري أكدّ لـ«الأخبار» أنّ «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش والمسلحين في محيط عين ترما». ونفى ما تداولته «تنسيقيات» المعارضة عن «إغلاق مداخل جرمانا» في سياق بدء العملية العسكرية، لافتاً الى أن «الحياة طبيعية في جرمانا ولا علاقة لمداخل المدينة بالعملية التي تشنّ في المناطق المجاورة». وشدّد على «استكمال عملية الجيش في الغوطة الشرقية باتجاه عين ترما ودير العصافير والمناطق المجاورة لطرد المسلحين منها».

مقتل أحد قياديي «جبهة النصرة» في اشتباكات ريف حماه


إلى ذلك، واصل سلاح الجو استهداف مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» في دير الزور، شرقاً، في كل من مدينة الموحسن وبلدة الخريطة، وفي الرقة شمالاً أيضاً. وفي حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين في حي كرم الجبل في المدينة، في وقت اندلعت فيه اشتباكات بين «الجبهة الإسلامية» و«داعش» في محيط مارع في ريف حلب الشمالي. وفي إدلب، أغارت الطائرات الحربية على مواقع المسلحين في بلدة سراقب في ريف المحافظة. في المقابل، أعلن «فيلق الشام» أمس تمكّنه «من تفجير مروحية عسكرية محملة بالضباط والذخيرة بصاروخ كورنت في مطار أبو الظهور بريف إدلب».
جنوباً، وفيما استهدفت الطائرات الحربية تجمعات المسلحين في مدينتي إنخل وجاسم في ريف درعا، اقتحم مسلحو «فرقة اليرموك» بلدة الكرك في الريف الشرقي للمحافظة، كما اعتدوا على الاهالي واعتقلوا عدداً من شباب القرية، بحسب المصادر الميدانية. الى ذلك، ذكرت وكالة «سانا» الاخبارية أنّه جرت تسوية أوضاع ألف مسلّح في درعا. وفي إطار عملياتها المتواصلة في ريف القنيطرة، ذكر مصدر عسكري لـ«سانا» أمس أنه «تم تنفيذ سلسلة عمليات مركزة ضد المسلحين بعد رصد ومتابعة تحركاتهم في مناطق عدة في الريف الجنوبي». وأضاف المصدر أنّه «تم تدمير شاحنة وجرار زراعي بمن فيهما من إرهابيين وأسلحة وذخيرة كانا متجهين من نبع الصخر والمربعات في محيط بلدة كمونة إلى بلدة مسحرة، في حين تم القضاء على أعداد من الإرهابيين باستهداف أوكارهم وتجمعاتهم في كمونة ومحيط البحوث العلمية غرب تل مسحرة وفي قرية حسينو بريف القنيطرة».

محاكمة إسلاميين بتهمة الانتماء إلى «النصرة»

في سياق آخر، بدأت أمس محاكمة مجموعة جديدة تضم 15 إسلامياً بتهمة الانتماء إلى تنظيمي «النصرة» و«أحرار الشام»، وتحويل الأموال إليهما، حسبما أفادت وكالة الأنباء الاماراتية الرسمية. ووجهت النيابة العامة الى المتهمين الـ15 تهمة «الالتحاق والانضمام وجمع وتحويل الأموال إلى منظمتين إرهابيتين خارج الدولة، هما جبهة النصرة وأحرار الشام التابعتين لتنظيم القاعدة الإرهابي». كذلك وجهت النيابة العامة لأعضاء المجموعة تهمة «صنع المتفجرات من دون الحصول على ترخيص من الجهات المختصة».