بدأت واشنطن مشاوراتها فعلياً مع دول جوار العراق وسوريا. أوباما سيترأس جلسة لمجلس الأمن على مستوى رؤساء الدول الأعضاء تناقش خطر المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في بلاد الشام والرافدين، ونائبه جو بايدن يتوعد بملاحقة عناصر «الدولة» حتى «أبواب الجحيم»، فيما يؤكد وزير الدفاع تشاك هاغل، أن الهدف من الحملة على «الدولة» هو « ليس السيطرة على التنظيم، بل إجباره على التراجع والقضاء عليه».
إذاً عناصر المشهد الأميركي ــ الدولي اكتملت، وبانتظار سماع هدير محركات الطائرات الأميركية والدولية في سماء المنطقة، ستبقى الأنظار شاخصة على مدى قدرة واشنطن وحلفائها على فك عقدة دخول إيران وسوريا في التحالف، وكيف سيكون شكل التعاون معهما، إضافة إلى دور تركيا في المعركة، خاصة مع ما أثير من معلومات عن رعاية أنقرة واحتضانها للتنظيم الإرهابي، خاصة أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن لا دمشق ولا طهران ستكون جزءاً من التحالف الدولي.
وبعد تكليفه من الرئيس باراك أوباما في إجراء مشاورات مع الدول الصديقة لتشكيل التحالف الدولي لضرب «الدولة»، باشر وزير الخارجية جون كيري اتصالاته، وأجرى لذلك اتصالات هاتفية مع مسؤولين من إسرائيل والأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر، إضافة إلى إيطاليا وأستراليا.

أكد حلف شمال
الأطلسي استعداده مساعدة العراق في حربه ضد «الدولة»


وأعلن كيري أن بلاده بدأت تشكيل التحالف الدولي، واصفاً تصرفات التنظيم بالوحشية التي تماثل ما حدث في القرون الوسطى.
من جهته، أكد الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقال مشترك نشرته صحيفة «ذي تايمز» أمس، على وحدة موقفيهما بشأن التصدي لتنظيم «داعش» المتطرف.
وكتب الرئيسان في مقالهما أن واشنطن ولندن «لن تضعفا أبداً في إصرارهما على مواجهة» متطرفي تنظيم «الدولة»، وأضافا «إذا كان الإرهابيون يظنون أننا سنضعف أمام تهديداتهم فهم مخطئون. إن دولاً مثل بريطانيا والولايات المتحدة لن تسمح لقتلة همجيين بأن يخيفوها».
من جانب آخر، سيرأس أوباما في 25 أيلول الجاري جلسة خاصة لمجلس الأمن في نيويورك على مستوى قادة الدول لمناقشة خطر المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في العراق وسوريا.
وأوضحت مندوبة واشنطن الدائمة في الأمم المتحدة، سامنثا باور، في حديث إلى الصحافيين في نيويورك لمناسبة تولي بلادها رئاسة أعمال مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، أن الرئيس الأميركي «يسعي من خلال هذه القمة لتعزيز دور الحكومات الوطنية في التعامل مع ظاهرة المقاتلين الأجانب والتهديدات التي تشكلها التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية».
ولفتت باور إلى أن بلادها تدرس القرار النهائي الذي سيصدره مجلس الأمن بخصوص المقاتلين الأجانب، مشددة على ضرورة أن تقوم الحكومات حول العالم بالمزيد من العمل لمواجهة ظاهرة عودة مقاتلي «الدولة الإسلامية» الأجانب الذي يشكلون «خطراً كبيراً على سلامة أوطان تلك الحكومات».
بدوره، توعد نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بتعقب مقاتلي «الدولة» «حتى أبواب الجحيم حتى يمثلوا أمام العدالة».
وفي السياق، أكد هاغل أن هدف بلاده في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» «ليس السيطرة على التنظيم، بل إجباره على التراجع والقضاء عليه».
وكشف هاغل، في مقابلة مع قناة «سي أن أن» الإخبارية، أن وزارة الدفاع الأميركية أعدّت مجموعة من الخيارات والخطط لتقديمها إلى أوباما، بهدف «إضعاف قدرات تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليه».
وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت الهجمات العسكرية داخل سوريا تعتبر جزءاً من هذه الاستراتيجية، أوضح هاغل أن ذلك «يعتبر واحداً من الخيارات المطروحة»، مشيراً إلى أن شنّ الغارات الجوية على مواقع التنظيم ليس كافياً من أجل نجاح العملية ضده، وجدد تأكيد موقف بلاده الرافض لإرسال قوات برية لقتال التنظيم.
من جهة أخرى، أفاد مساعد مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض، أنتوني بلينكن، في مقابلة مع «سي أن أن»، أن التغلب على تنظيم «الدولة الإسلامية» قد يطول، ليتجاوز عهد الإدارة الأميركية الحالية.
بدوره، كشف السفير الأميركي في إسرائيل، دان شابيرو، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس، أن بلاده «تدرس إمكانية توسيع الغارات الجوية التي تنفذها ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق إلى الأراضي السورية أيضاً».
إلى ذلك، كشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، فوغ راسموسين، أن الحلف «سيهتم بجدية» بأي طلب من قبل العراق لتقديم المساعدة في حربه ضد تنظيم «الدولة»، وفيما بيّن أن الدول الأعضاء ستناقش ما يمكن تقديمه لمواجهة التنظيم «الإرهابي»، أكد أن المجتمع الدولي متمسك بتعهده لإيقاف تقدم التنظيم.
في إطار متصل، قالت صحيفة «يديعون أحرنوت» إن جون كيري ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بحثا الطرق التي يمكن لإسرائيل بواسطتها تقديم المساعدة إلى الحلف المتشكل، لكن الصحيفة أوضحت، في سياق تقديرها، أنه سيطلب من إسرائيل تقديم المساعدات في المجال الاستخباري وليس العملاني. كما طرحت إمكانية أن تكون إسرائيل «جبهة إمدادات لوجستية» للعمليات الأميركية في المنطقة مستقبلاً.
(الأخبار)