بينما تستمر المعارك بين الجيش والمسلحين في محيط ريف القنيطرة على الحدود مع الجولان المحتل، رفع مسلحو «جبهة النصرة» أمس راية كبيرة لـ«سوريا الحرة» في معبر القنيطرة، في حين طالب المقاتلون الذين يحتجزون عشرات من أفراد قوات حفظ السلام برفع تنظيمهم من القائمة الدولية للإرهاب.
وقال قائد جيش فيجي، موزيس تيكويتوجا، إنّ «المقاتلين الاسلاميين الذين احتجزوا الاسبوع الماضي عشرات من جنود فيجي المشاركين في قوات حفظ السلام في الجولان يطالبون كذلك بدفع تعويضات عن زملاء لهم قتلوا خلال المعارك». ولفت إلى أن «المفاوضات بين جبهة النصرة ووفد جديد من الامم المتحدة تسارعت». وأضاف أنّ «جبهة النصرة تطلب تعويضاً عن ثلاثة من مقاتليها لقوا حتفهم خلال مواجهات مع قوات حفظ السلام، وتقديم مساعدات إنسانية لسكان معقل لهم على مشارف العاصمة السورية، ورفع اسم التنظيم من قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الارهابية المحظورة».

«جبهة النصرة»
تعدم 33 من مسلحي «الجيش الحر» في ريف إدلب

في سياق آخر، يستمر هجوم الجيش العنيف على حي جوبر شرق دمشق لليوم السادس على التوالي. وكان يوم أمس الأعنف منذ بدء العملية العسكرية للجيش السوري، بعد شنّه أكثر من 25 غارة جوية. مصدر عسكري نفى لـ«الأخبار» أن يتمّ «قريباً إعلان حي جوبر منطقة آمنة ومحررة» على الرغم من العملية الواسعة التي ينفّذها الجيش. وأشار المصدر الى أن هذه العملية «ستكون بداية لانسحاب المسلحين من عدد من أحياء المنطقة، رغم تحصّن العديد منهم في الأنفاق»، لافتاً الى «مقتل العشرات منهم منذ بدء الهجوم». وأكد المصدر نفسه أن «العملية لن تتوقف حتى إحراز تقدّم ميداني ملموس على الارض». من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» المعارض، أمس، إن الطائرات الحربية نفذت «27 غارة على مناطق في حي جوبر منذ صباح اليوم»، لافتاً الى أن «عدد الغارات على جوبر هو الأكثر منذ بدء الهجوم على الحي». وأشار «المرصد» الى «مقتل العشرات من مقاتلي المعارضة». في الوقت نفسه، صعّد الجيش ضرباته الجوية في كل من جسرين وزبدين وعين ترما في الغوطة الشرقية. الى ذلك، ذكر مصدر عسكري لوكالة «سانا» أن «قذيفة هاون سقطت على سوق الهال في الزبلطاني في العاصمة وأدت الى إصابة ثمانية مواطنين بإصابات متفاوتة الخطورة».
في موازاة ذلك، استمرت المواجهات العنيفة أمس على عدّة محاور في ريف حماه بين الجيش السوري والجماعات المعارضة. وشهدت مدينة حلفايا في ريف المحافظة الاشتباكات الأعنف، حيث قتل فيها قائد «لواء شهداء كفر زيتا» وضاح المضحي. في الوقت نفسه، أغار سلاح الجو على تجمعات المسلحين في قرية تل خزنة، فيما دارت معارك في محيط بلدة محردة.
على صعيد آخر، أخلى «لواء الأمة» التابع لـ«الجيش الحر» أمس كافة مقاره من ريف إدلب، شمالاً، واتجه الى الرقة بعد مبايعته «داعش»، بحسب بيان له، وهو «اللواء» الثاني الذي يبايع «داعش» وينسحب من المنطقة بعد «لواء داوود». وفي السياق نفسه، أشارت المصادر الميدانية الى أن «جبهة النصرة» أعدمت 33 عنصراً من إحدى الكتائب التابعة لـ«الجيش الحر»، بعد رفضهم تنفيذ أوامرها في ما يخصّ الهجوم على معسكر وادي الضيف في ريف إدلب. إلى ذلك، أكّد مصدر عسكري لـ«سانا» أن «13 قذيفة هاون سقطت على أحياء الجامعة والسكن الشبابي والكونسروة في الجهتين الشمالية والغربية من مدينة إدلب، ما أدى إلى إصابة مواطنين اثنين تم إسعافهما إلى المشفى الوطني في إدلب».
في دير الزور، تستمر الطائرات الحربية في قصف تجمعات «الدولة الاسلامية» في الريف الشرقي للمحافظة، حيث أغارت أمس على مراكزهم في كل من مدينتي القورية والبوكمال، ما أدى الى مقتل أحد أمراء «داعش» المدعو «أبو دجانة القزبيري» مع عدد من مرافقيه.
وفي ريف حلب الشرقي، وفيما استهدف سلاح الجو مواقع تابعة لـ«داعش» في مدينة الباب، اندلعت اشتباكات بين التنظيم و«الجبهة الإسلامية» في بلدة احتيملات في الريف الشمالي، في الوقت الذي خاض فيه الجيش معارك مع المسلحين في بستان القصر ومحيط سجن حلب المركزي.
(الأخبار)