-صباحو معلم؛ كيفك؟- الله يبارك فيك، ليش بتقولش مبروك؟
- مبروك يا خوي، بس يا أخي احنا ما بنعرف نتهنى بشي!
- شو مالك ليش هيك عامل كآبة ع الصبح؟
- ليش؟ ما شفت شو صار مبارح؟ عم يحتفلوا بالنصر لغزة، والكل مبسوطين بيجي واحد ابن حرام بيحمل بارودته اللي صدت من قلة الاستعمال، واللي بحياته ما رافعها ضد الإسرائيلية بيطخ احتفالاً قال! وفجأة بيستشهد شاب متل الوردة بالمخيم!

-والله؟ ايمتى صار هالحكي، أنا والله ما نزلت على الشارع مبارح.
- يا زلمة اشي كتير بيحزن! يعني احنا ما بيطلعلنا نفرح؟ يا اخي أنا والله العظيم ما عندي مشكلة انه نحتفل، وحتى يمكن نقوص بالعالي، بس يا أخي ما بتعرف تستعمل سلاح ليش بتستعمله؟ ليش دم الناس رخيص هالقد؟ ليش دمنا رخيص هالقد؟
- يا زلمة بس ما بدنا نروّح فرحة النصر هيك!
- يا أخوي مين قال إنه نروح فرحة النصر؟ انا بالفعل مش عارف كيف مشاعري، ويلي عندي حزن على الشهيد اللي سقط مبارح،ومبسوط اد الدنيا لأهلنا بغزة، يعني شو بتفكر؟
والله العظيم مش عارف شو بدي اقولك.
- يا زلمة انت متخيل إنه غزة انتصرت؟ متخيل أديش تعبوا الغزاوية لجابوا هالنصر؟ وكل هادا وأكتر، شفت آخر ليلة؟ يا زلمة ذكرتني بآخر ليلة بالقصف هون بالـ2006 وقت عدوان اسرائيل على الضاحية، يا زلمة بآخر ليلة ما ضل شي ما قصفوه بتتذكر؟
آه بتذكر وقتها. يا رجل بيت خالتي بشارع عبدالنور بالضاحية سقطوا فيه 6 بنايات ورا بعض قبل اعلان التهدئة بساعتين، اشي زي الكوابيس.
-بغزة عملوا نفس الشي. بتعرف الغزاوية شو سموها لآخر ليلة؟ ليلة الأبراج: بتعرف ليش؟ لإنه بهاي الليلة الصهاينة قرروا يقصفوا أعلى الأبراج الموجودة بغزة: البرج الإيطالي وبرج الظافر ضلوا يقصفوهالسقطوها.
-بس انا شفت البرج الإيطالي ضل منه شوي.
-اه والشوي هاي شو بنعمل فيها؟ كيف بيسكنوا أو بيشتغلوا فيها الناس؟ بتعرف ليش ضربوا الأبراج؟ عشان بدهن يوجعوا الناس. يربوهن، كيف كأنك مثلا لما تشوف حدا بيحب يركض فبتكسرله اجره عشان يضل موجوع وما يركض بحياته. هي هيك
- شو عم تقللي؟ يا رجل اصلا الصهاينة ما عندهم ولا شي غير يعملوا هيك. هون بلبنان مش ساووا هيك بمجمع الإمام الحسن بعتقد اسمه؟ مش قتلوا الناس هيك بآخر ليلة كمان؟ بشو كانوا هيدول الناس مضايقينهن؟
-آه بعرف، اتذكرتها للمجزرة كمان، اشي كتير مخيف. الله يرحم الشهدا و يصبر أهاليهن. بس والله بس تسمع أهالي الشهدا عم يحكوا روحك بترتاح بتحسهن عن جد فاهمين الفكرة كلها.
- مبارح شفت على التلفزيون مقابلةٍ معهن، كانوا كتير صامدين وصابرين، وعم يقولوا انه كله عشان المقاومة، يا زلمة بتحس روح هالشعب واحدة من لبنان لفلسطين، تذكرتها لهاي المرا اللي قالت فدا اجر السيد واالمقاومة؟ مبارح طلعت ست كبيرة بالسن استشهدوا 2 من ولادها وقالت نفس الكلام، فدا المقاومة،وفدا أبو خالد الضيف. يا رجل اشي بوقف شعر الراس، شعبنا كبير والله.
- أه بعرف، بس بتصدق، ما كنت متوقع اقل من هيك، بتعرف ليش؟ لإنه لولا صمودهن ما انتصرت المقاومة ولا بتنتصر. بتذكر بأول إيام كنا دايما خايفين إنه الناس يضعفوا لما يزيد الدمار والشهداء والجرحى يكتروا.
- أه بتذكر وقتها القنوات المصرية بثت هيك مقابلة مع واحدة مش عارف من وين وبتقول ليش احنا بنموت لحالنا وحماس وينها ومش عارف شو. يا زلمة كسرني هاد الفيديو، كسرني من جوا، وخفت عنجد.
- أه بتذكره منيح، يا ويلي والقنوات الفضائية شو جابته! يازلمة ضلوا يعيدوا فيه لدرجة صرت رح أسمعه بالبيت!
-بس الحمدلله الناس التفت حول المقاومة وهيدول الناس طلعوا مش اكتر من كذابين
- بتعرف اخوي؟ هن مش كذابين يمكن! هن ناس منفعلين بلحظة استشهاد ولادهم، يعني الناس احيانا بتقول اشيا قاسية وسيئة بلحظة غضب، بس بترجع لعقلها بالآخر، ما حدا بدو الصهيوني يرجع يحتل غزة.
- أه معقول، بتصير والله، ما هو الواحد عند الوجع بيصير يصرخ وما يفرق معه حدا، فكيف لما يكون الوجع وجع روح؟
- بس زي ما قلتلك الحمدلله، ما عدنا شفنا انفعالات من هادا النوع.
- بتتخيل إنه حماس هي اللي منعتهن؟ يعني منعوا حدا يصورهن؟
- لأ أكيد لأ، اخوي الناس بالآخر فهمت، هادا الصهيوني لا بدّو يدمر حماس ولاغيرها، هادا بدو يكسر الشعب الفلسطيني لا اكتر ولا اقل. ليش هو بس كان عم يقتل حماس والمقاومة يعني؟ والشعب؟
- طيب شو معلم؟ اليوم شو ناوين تعملوا؟ مسيرة على مقبرة المخيم؟ صلاة على روح الغائب؟ ولا ايش؟ والله حق هالشهداء علينا كبير.
-اذا يللا أخوي.. خلينا نجمع هالشباب!