دخلت عملية تشكيل الحكومة العراقية مراحلها الأخيرة، مع اتفاق معظم الكتل على إمكانية خروجها إلى العلن الأسبوع المقبل، وهو ما أكده رئيس الوزراء المكلّف حيدر العبادي، أمس، عندما شدد على ضرورة تسليم الكتل أسماء مرشحيها للوزارات خلال يومين فقط.
في هذه الأثناء، حذّر ممثل المرجعية الدينية العليا أحمد الصافي، أمس، من إعطاء المناصب في الحكومة الجديدة إلى الذين لم يقدّموا أي «خدمات»، إلى الشعب.
وقال الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة، إن «المشاورات بين الكتل السياسية لا تزال قائمة من أجل تشكيل الحكومة الجديدة وعرضها على البرلمان للتصويت عليها، ولا بد من تشكيلها وفق معايير صحيحة، مبنية على أساس خدمة البلد، وأن تحمل رؤية واضحة لتشخيص المشاكل الأمنية والخدمية والاقتصادية وغيرها، وتمتلك الحلول المناسبة لها».
وحذّر الصافي «الكيانات السياسية من المجازفة بإعطاء المواقع الوزارية أو غيرها لمن لم يقدّم خدمة للشعب خلال الفترات السابقة، وفسح المجال أمام من تتوفر فيه المعايير الصحيحة، لأن من جرّب المُجرّب حلّت به الندامة»، داعياً إلى «الإسراع بتشكيل حكومة وطنية يشعر جميع المكونات بأنهم مشاركون وممثلون فيها».
من جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء المكلّف حيدر العبادي، الكتل السياسية إلى الإسراع بتقديم مرشحيها للوزارات، مشيراً إلى أنه يواصل جهوده لتشكيل الحكومة من خلال تكثيف اجتماعاته بالكتل السياسية، لتقديم الكابينة الوزارية بأسرع وقت ممكن.
وذكر المكتب الإعلامي للعبادي في بيان، أن «الدكتور العبادي مستمر وبشكل متواصل ومكثف بمتابعة عقد اجتماعات مع الكتل السياسية من أجل تشكيل الحكومة وصياغة البرنامج الحكومي، الذي أوشك على الاتفاق عليه».
وأضاف إن «الدكتور العبادي يدعو الكتل إلى الإسراع بتقديم مرشحيها للوزارات، من أجل دراسة سيرهم الذاتية واختيار الأكفأ والأنزه منهم، ومن يمتلك رؤية لتطوير عمل الحكومة، إذ إن الجميع يدرك حجم التحديات التي يواجهها البلد، ومن الضروري الإسراع بتقديم أسماء المرشحين خلال اليومين المقبلين، مع التأكيد على الكتل بضرورة تقديم مرشحات من النساء لمقاعد وزارية، تعزيزاً لدور المرأة الهام في العملية السياسية في العراق».
أمنياً، قال محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي، أمس، إن الطيران الحربي الأميركي بدأ بقصف مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في مناطق مختلفة من المحافظة غرب العراق، مشيراً إلى أن القصف أسفر عن مقتل العشرات من مسلحي التنظيم، وكبدهم خسائر كبيرة في المعدات. وأوضح أن الطيران الأميركي بدأ صباح أمس قصف مواقع لـ«الدولة» في منطقة الملعب جنوبي مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، ومنطقة «الخمسة كيلو» غربي المدينة، ما أدى إلى مقتل العشرات من مسلحي التنظيم وتدمير 3 سيارات لهم تحمل أسلحة ثقيلة. وأضاف الدليمي إن دخول الطيران الحربي الأميركي إلى المواجهة مع «الدولة» في الأنبار، سيساهم بشكل كبير في «توفير غطاء جوي للقوات الحكومية ومسلحي العشائر المساندين لها على الأرض، في مواصلة قتالها ضد عناصر التنظيم وتحرير جميع مناطق المحافظة التي سيطروا عليها خلال الأشهر الماضية».
من جهة أخرى، قصف طيران الجيش العراقي مواقع لعناصر تنظيم «الدولة» في ثلاث قرى بالقرب من بلدة آمرلي المحاصرة منذ أكثر من شهرين، بحسب مصادر أمنية.
وقال آمر قوة حماية آمرلي، العقيد مصطفى البياتي، إن «طيران الجيش قام بقصف قرى دورة ومار وأخيزل التابعة لناحية آمرلي»، مضيفاً إن «القصف أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الدولة الإسلامية وحرق ثماني سيارات على الأقل».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)