استعادت المبادرات الخليجية زخمها، يوم أمس، في محاولات يبدو أنها الأخيرة لإنهاء الخلافات مع الدوحة، خاصة مع حضور وفد سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة القطرية. حدث بارز ومفاجئ قاده وزير الخارجية السعودية، سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة، خالد بن بندر بن عبد العزيز، ووزير الداخلية، محمد بن نايف بن عبد العزيز.
وتأتي الزيارة، التي وصفتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية بـ«الأخوية»، في الوقت الذي تتعدد فيه التخمينات بشأن آفاق تسوية الأزمة التي تهزّ منذ أشهر «مجلس التعاون الخليجي». أيضاً من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية دول «مجلس التعاون» بعد غد في مدينة جدة السعودية، بعدما منحوا أنفسهم في منتصف آب الحالي مهلة أسبوع لتسوية الأزمة.
واستقبل، مساء أمس، أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الوفد السعودي، فيما ذكرت وكالة الأنباء القطرية «قنا» أنه جرى خلال اللقاء، في الديوان الأميري في الدوحة، استعراض آفاق «العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها»، إضافة إلى «بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك». كذلك جرى تناول «عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية».
وحضر اللقاء رئيس الديوان الأميري القطري، عبد الله بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، إضافة إلى عدد آخر من الوزراء. وفيما غابت التصريحات الإعلامية، توجه الوفد السعودي في وقت لاحق إلى المنامة.
ويأتي الاجتماع بعد أشهر على الخلاف الذي وقع بين السعودية والبحرين والإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى، ونتج منه سحب السفراء من الدوحة. وتستبق الزيارة السعودية للدوحة اجتماع يُعقَد السبت لوزراء خارجية «دول مجلس التعاون»، ويتوقع أن تبحث خلاله الأزمة، في وقت لا تزال فيه قطر متهمة بعرقلة تنفيذ «اتفاق الرياض» القاضي بـ«التزام المبادئ التي تكفل منع التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس مباشرة أو بصورة غير مباشرة».
في هذا الوقت، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، إن «لجنة متابعة تنفيذ اتفاق الرياض رفعت تقريراً بنتائج عملها إلى وزراء الخارجية»، ومن المقرر أن يبحث الوزراء تقرير اللجنة خلال اجتماع السبت في جدة.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)