ارتفعت حدة المواجهات بين الجيش السوري ومقاتلي «الدولة الإسلامية» في محيط مطار الطبقة العسكري في الرقة، ما أدى إلى مقتل العشرات من مقاتلي التنظيم، أبرزهم القياديان، أبو المثنى البلجيكي وأبو سارة الحربي. كذلك سقط العشرات من المقاتلين في كمين محكم نفّذه الجيش في محيط المطار.
وفي التفاصيل أن الجيش قد حسب خطوة مقاتلي «داعش»، فقام بزرع ألغام وعبوات ناسفة كبيرة في المنطقة واستدرج المقاتلين إليها. وقد أرسل «داعش» انتحارياً بسيارته ليفتح ثغرة للدخول إلى المطار ففشلت، فأعاد الكرة فجراً عندما أرسل «أبا هاجر» (ماجد السحيم) ففشل الآخر لمّا أرداه عناصر من الجيش وفجروه بسيارته، فقام عناصر «داعش» بهجوم بحوالى 300 مقاتل، فبادر الجيش إلى تفجير العبوات مدعومة بإسناد مدفعي كثيف، فوقع المقاتلون في كمين محكم، أردى فيه الجيش حوالى 140 مسلحاً ودمّر آليات عدة، وقد تدخّل سلاح الجو بصدّ المهاجمين أيضاً وأجبر البقية على التراجع. فيما نفى مصدر عسكري مسؤول التقارير الإعلامية التي تداولت أنباءً تفيد بانسحاب الجيش السوري من مطار الطبقة، مؤكداً أن «المواجهات ما زالت مستمرة حتى اللحظة، وهي آخذة بالتصاعد.

استشهد مدير
إدارة الدفاع الجوي
في الجيش اللواء
عدنان عمران

حيث لم تطأ أقدام المسلحين أرض المطار أبداً». بدورها، نقلت وكالة «سانا» الرسمية أمس عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات الجيش والقوات المسلحة المدافعة عن المطار تمكنت من إحكام سيطرتها على بلدة عجيل المجاورة، والمناطق المحيطة بها». في وقت عملت فيه صفحات إعلامية مقربة من «الدولة» على الترويج لتقدم التنظيم لما يزيد على 400 متر في محيط المطار، قبل أن ينفي الجيش ذلك.
إلى الغوطة الشرقية لدمشق، حيث تمكنت وحدات الجيش السوري من الوصول إلى معمل تاميكو في بلدة جسرين بالقرب من المليحة. المعمل الواقع على الحدود الشمالية للمليحة، والفاصلة عن بلدة جسرين، كانت قد دخلت إليه وحدات الجيش السوري مساء أمس، وسيطرت عليه بالكامل بعد معارك شهدتها الجبهة الجنوبية لجسرين، تمكن الجيش خلالها من قتل عدد من المسلحين، فيما انسحب الباقون إلى وسط البلدة وشمالها.
واستشهد خلال العملية اللواء عدنان عمران، مدير إدارة الدفاع الجوي في الجيش السوري. وفي وقت سابق أمس نفذ «جيش الإسلام» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» حملة اعتقالات واسعة في بلدة زبدين، شملت عدداً من مقاتلي «لواء أمهات المؤمنين» التابع إلى «الجيش الحر»، على خلفية اتهامات بقبولهم تسوية ميدانية كان يجري العمل على إنجازها في البلدة، إذ أكدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أنّ عدد المعتقلين وصل إلى 31 مقاتلاً. في موازاة ذلك، أغلق الجيش السوري الطريق الدولي دمشق ــ حمص مؤقتاً، بعد اشتداد الاشتباكات بين الجيش و«الحر» غرب بلدة حرستا في الغوطة الشرقية، قبل أن يعاود فتحه عصر أمس، بعدما تمكنت قواته من نقل الاشتباكات بعيداً عن الطريق الدولي، مما يشي بطيّ صفحة المصالحة في البلدة حتى انتهاء الاشتباكات، بحسب متابعين.
وفي السياق، استهدفت وحدات الجيش السوري نقاطاً لمقاتلي «جيش الإسلام» في كلّ من دوما وجوبر ودير العصافير وخان الشيح، فيما كشفت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» عن تمكن سلاح الجو من قصف 15 مقراً للتشكيلات المسلحة المسؤولة عن استهداف خطوط الغاز في بلدتي الناصرية وجيرود، إذ «أدت العملية إلى مقتل أكثر من خمسين مسلحاً إرهابياً، من بينهم مخططون وقادة على اتصال بدول أجنبية»، فيما جرح ستة مدنيين، أحدهم في حالة خطرة، من جراء سقوط قذيفة هاون في حي الشعلان في دمشق.


«تجمع ثوار الشمال»

وفي محاولة لمنع امتداد نفوذ «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي، أعلن عدد من التشكيلات العسكرية المنشقَّة عن تنظيم «الجبهة الإسلامية»، تشكيلهم الجديد تحت مسمى «تجمع ثوار الشمال»، بقيادة عبد الجبار أبو ثابت. وجاء التنظيم، بحسب متابعين محليين، ثمرة سلسلة من الخلافات التي نشأت بين قيادة «الجبهة» المركزية والقادة المحليين لها في ريف حلب، بعد امتعاض أبداه الأخيرون من جراء العراقيل التي وضعتها القيادة المركزية في ما يخص قتال «داعش» في الريف. ليصبح مقاتلو «داعش» في مرمى نيران الفصيل الجديد، و«وحدات حماية الشعب» الكردية، التي خاضت اشتباكات عنيفة مع «الدولة» في قريتي الجعدة والبيادية في مدينة عين العرب «كوباني»، وفيما استهدف «جيش المجاهدين» عدداً من المقار العسكرية التابعة لـ«داعش» في قرية مالد، استهدف سلاح الجو تجمعات الأخير في قريتي أرشاف وتركمان بارح في الريف الشمالي لحلب.

أهالي القدم إلى منازلهم

منذ فجر أمس بدأ عدد من عائلات بلدة القدم بالعودة تدريجياً إلى أحيائهم، وذلك بعد توصل لجان المصالحة الوطنية إلى اتفاق بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في داخلها. وكشف مصدر مشارك في المفاوضات أن التسوية شملت بنوداً عدة، من بينها «وقف إطلاق النار بين الطرفين، وتثبيت حواجز للجيش السوري على كافة مداخل الحي، إضافة إلى تسليم الحكومة السورية أسماء المعتقلين من الحي ليصار إلى إطلاقهم بعد تسوية أوضاعهم، في مقابل تقديم الحكومة قوائم للمختطفين لدى المعارضة، وصولاً إلى معرفة مصيرهم. كذلك سيجري اختيار عدد من مقاتلي الحي لإنشاء حواجز مشتركة في القدم الغربي». وفي حديثه مع «الأخبار»، لفت مصدر عسكري إلى أن دخول الأهالي إلى القدم سيجري بالتدريج.