بغداد | في وقت طالبت فيه أوساط سياسية إيزيدية، حكومتي بغداد وأربيل، فضلاً عن المجتمع الدولي، بالتحرك العاجل لوضع حدّ لمأساتهم، أكدت تلك الأوساط أن «الكل يتخذ موقف المتفرج على الإبادة الجماعية»، فيما يتحدث الأكراد عن «انتصارات» في الحرب ضد «الدولة الإسلامية» على كافة الجبهات، ومن ضمنها سنجار.
وفي هذا السياق، قالت عضو التحالف الكردستاني (المكوّن الإيزيدي) آمنة سعدي إن «كارثة إنسانية تحدث الآن في قضاء سنجار ذي الغالبية الإيزيدية»، مضيفة أن «أكثر من 200 ألف شخص محاصرون، لليوم السادس على التوالي، فوق قمة الجبل الذي لجأوا إليه، بعدما استباح تنظيم الدولة الإسلامية دمهم وعرضهم ومالهم». وأشارت النائبة الإيزيدية السابقة في مجلس النواب العراقي، إلى أن «الحكومة المركزية بعثت إليهم مواد إغاثية، وصل منها ما نسبته عشرة في المئة فقط». فبحسب حكومة بغداد، لم يكن بالإمكان الوصول إلى مكان وجود النازحين، الذين اتخذوا من أعالي الجبال ملاذاً لهم.

أكثر من 200 ألف
شخص محاصرون بعدما استباح «الدولة» دمهم



ولفتت الانتباه إلى أن «أعداداً كبيرة من الشيوخ تعرضوا للموت، لعدم توافر الغذاء والدواء لمدة أربعة أيام متتالية»، مضيفة أن «العشرات من الفتيات والنساء المتزوجات تعرّضن للخطف على يد التنظيم».
وأشارت آمنة سعدي إلى أن «الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، لم تقوما بواجبهما تجاههم بالشكل الصحيح»، مستنكرة ذلك، بالقول: «كأن ما يحدث للإيزيديين في سنجار أمر طبيعي جداً».
وفيما أكدت أن «ما قامت به حكومة بغداد هو قصف جوي للمواقع التي يوجد فيها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، الذين يقومون بالانسحاب أثناء القصف، ويعودون ثانية بعد انتهائه»، لفتت الانتباه إلى أن «هذا القصف لم يفك الحصار عن الإيزيديين في الجبال».
وقالت إن «المجتمع الدولي وأميركا والأمم المتحدة، يتخذون موقف المتفرج من هذه الكارثة الإنسانية، التي تحدث أمام أنظار العالم بأسره»، مؤكدة في الوقت ذاته أن «الأميركيين يستطيعون بفاصل زمني قدره ساعتان، وضع حد للدولة الإسلامية وإيقاف المجازر التي يمارسها».
من جهته، رأى الصحافي بيان عمري من دهوك، أنه «بعد هجوم قوات الدولة الإسلامية على مناطق جبل سنجار وزمار ونزوح عدد كبير من العوائل في تلك المناطق إلى محافظة دهوك، وازدادت أعداد النازحين حتى وصلت إلى عشرات الآلاف».
وأضاف أن «إدارة محافظة دهوك تحاول، من خلال المنظمات الدولية تقديم ما تقدر عليه لهؤلاء النازحين الإيزيديين»، مضيفاً أنه «حالياً يقام مخيّم لهم في مجمع شاريا الواقع إلى الغرب من المحافظة».
وأوضح بيان عمري أن «محافظة دهوك أصبحت قبلة للنازحين الوافدين من مختلف المحافظات الساخنة الأخرى، كالأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك وبغداد، وحتى النازحين السوريين الذين جاؤوا قبل عامين»، مضيفاً أن «عدد النازحين إلى محافظة دهوك وحدها، وصل إلى قرابة 400 ألف نازح».
المستشار الإعلامي لبرلمان إقليم كردستان طارق جوهر، أشار بدوره، إلى أنه «وفق المعلومات التي وصلت إلى البرلمان الكردي من القادة الميدانيين لقوات البشمركة، فقد حققت القوات الكردية نجاحات كبيرة، وتقدّمت على مختلف الجبهات، وخصوصاً في قضاء سنجار وزمار».
وأضاف جوهر أن «القيادات العسكرية في قوات البشمركة أعلنت عبر وسائل إعلام كردية تحريرها خمسين قرية في ناحية زمار، إضافة إلى تحرير مناطق تابعة لقضاء سنجار، وأخرى في جنوب أربيل في قضاء مخمور وكوير».
ولفت جوهر الانتباه إلى أن «هناك حملة تطوّع غير مسبوقة في الوسط الشبابي الكردي، الذين توجّهوا إلى الجبهات لدعم البشمركة وإسنادهم»، مضيفاً أن «هناك أيضاً غطاءً جوياً وفّرته الحكومة المركزية، وهناك تنسيق وتحالف مع جهات دولية لمحاربة الإرهاب».
أما في ما يتعلق بدخول «حزب العمال الكردستاني» على خط الأزمة، فقد أكد المستشار الإعلامي لبرلمان إقليم كردستان، أن «دخول العمال الكردستاني في القتال غيّر موازين المعارك التي شارك فيها».
وأوضح أن «حزب العمال لديه خبرة في مثل هذه الحروب، كحرب الجبال التي خاضها طوال سنوات أمام الجيش التركي».

* ينشر بالتزامن مع «العالم الجديد»