لم يفضِ مؤتمر وزراء خارجية الدول المشاركة في «التحالف الدولي لمحاربة داعش»، في العاصمة الإيطالية، روما، أمس، إلى أي جديد. فقط «قلق» من «تمدد داعش» في ليبيا، خوفاً من أن يصل إلى أوروبا. التدخل العسكري بات مستبعداً، ظاهراً، خصوصاً بعد رفض باريس ولندن المشاركة في أي عملية انتشار لقواتهما على الأراضي الليبية. الدول الثلاث والعشرون المشاركة في المؤتمر، ناقشت وضع خططٍ لمحاربة «داعش» في سوريا والعراق، والبحث عن سبل الحد من تقدمه في ليبيا، بالتوازي مع الإعراب عن «القلق» من تنامي نفوذ التنظيم في ليبيا.
وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عرض «إنجازات التحالف الدولي»، بعد سنة على تأسيسه بقيادة بلاده، وأعلن أن «التحالف مع حلفائه على الأرض، تمكّن من طرد التنظيم من 40% من مناطق سيطرته في العراق، و20% من مناطق سيطرته في سوريا». وتابع: «أطلقنا نحو عشرة آلاف طلعة جوية»، لافتاً إلى أن أهداف الغارات هو «استهداف الأسلحة الثقيلة والبنى التحتية للتنظيم، والسيطرة على الحدود السورية ـ التركية».
باريس: التدخل العسكري في ليبيا ليس مطروحاً على الإطلاق

وعن «التمدّد الداعشي» في ليبيا، حذّر كيري من خطر التنظيم هناك، خصوصاً إذا سيطر التنظيم على الثروة النفطية في البلاد. وأكّد أن «استراتيجية التحالف لن تسمح لداعش بإعادة ترتيب أوراقه».
بدوره، أكّد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن بلاده «ليس لديها نية للتدخل عسكرياً في ليبيا»، لافتاً إلى أن «التدخل العسكري، من الجانب الفرنسي، ليس مطروحاً على الإطلاق». ونفى أن يكون على علمٍ «لمصدر هذه الأنباء»، ملمّحاً إلى أن «مجموعة صغيرة (في فرنسا) تقوم بالضغط في هذا الاتجاه». وجدّد فابيوس تأكيد الموقف الفرنسي بـ«الإسراع بتشكيل حكومة الوفاق الوطني»، تزامناً مع «تمدد» التنظيم على الأراضي الليبية.
الموقف البريطاني تقاطع مع الموقف الفرنسي، حيث حدّد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، حدود تدخل بلاده في الحرب الليبية. وقال هاموند إن بلاده «لا تعتزم نشر قوات في ليبيا، لكنها ستسعى إلى تقديم الدعم الاستراتيجي، في مجال المخابرات لحكومة الوفاق الوطني». ورأى هاموند أن لا حاجة لانتشار غربي في ليبيا، معتبراً أن «ما يحتاج إليه الليبيون هو التنظيم والقيادة والسيطرة ومعلومات استخبارية تُجمَع جواً».
أما وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، فأعرب عن «قلق عميق»، لأن «داعش يتمتع بصلابة شديدة، وقادر على وضع خطة استراتيجية»، خصوصاً أن «داعش» بات قريباً من الشواطئ الإيطالية (350 كلم).
في غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، من قيام «داعش» بتعويض تراجعه في الشرق الأوسط، وذلك عبر تعزيز حضوره في سيناريوهات أخرى، ولا سيّما في ليبيا، معتبراً أن هذا «مقلق جدّاً». وأضاف أن «التحالف الدولي سينتهج استراتيجية مختلفة نتيجة لفقدان التنظيم مواقعه في العراق»، مطالباً بتغيير استراتيجية التحالف، عبر المزيد من «التعاون في مجال تبادل المعلومات».
وأكّد البيان الختامي للاجتماع «تكثيف وتسريع الحملة ضد داعش، وتكرار التزام دحر التنظيم الوحشي بشكل كامل». وشدّد البيان على أن «التحالف سيواصل متابعة تطورات الوضع الليبي عن كثب، وسيبقى مستعداً لدعم حكومة الوفاق الوطني». يشار إلى أن «التحالف» يضم 66 دولة، فيما تعتبر الدول الـ23 المجتمعة في روما، المجموعة المصغّرة له.

(الأخبار، رويترز، أ ف ب)