«المثلث الجهنمي السوري» يستعرُ أكثر فأكثر ويعدُ بالمزيد. من الرقة، إلى الحسكة، مروراً بدير الزور، جبهاتٌ عدّة مفتوحة على كل الاحتمالات. تنظيم «الدولة الإسلامية» تمكن أمس من تحقيق تقدم في محيط الفوج 93 في عين عيسى (شمال الرقة)، فيما استمرت معاركه ضدّ مسلحي العشائر في ريف دير الزور الشرقي، ومقاتلي وحدات الحماية الكردية في الحسكة.
تقدّم التنظيم في عين عيسى جاء بعد صدور أوامر عسكرية سورية بإخلاء مساكن الضباط التابعة للواء 93 من عناصر الجيش، ما أتاح للتنظيم السيطرة على المساكن، التي تبعد عن مقر الفوج أقل من كيلو متر واحد. وسبقت ذلك اشتباكات عنيفة في محيط الفوج، استقدم «الدولة» من أجلها إمدادات اشتملت على مسلحين، وأسلحة، من بينها راجمة صواريخ وعربات «دوشكا». مصادر «جهادية» أكدت أن «انغماسيين وانتحاريين اثنين كانوا قد توجهوا إلى المساكن لتنفيذ عملية، لكنهم فوجئوا بها خالية تماماً». وبات الفوج أبرز تمركزات الجيش السوري في محافظة الرقة، منذ انسحاب عناصره من مقر «الفرقة 17»، والتحاق معظمهم بزملائهم في عين عيسى، في ظل استمرار المعارك حوله. سلاح الجو كثّف من استهداف مسلحي التنظيم في عدد من مناطق ريف الرقة، وكانت أبرز الغارات تلك التي استهدفت مقار في قرية الجدوع (غرب عين عيسى)، وأخرى في بلدة الشركراك (ملتقى طرق بين الرقة ــ تل أبيض ــ عين عيسى).
في الأثناء، احتدمت معارك ريف دير الزور الشرقي، بين تنظيم «الدولة الإسلامية» ومسلحي العشائر، وعلى رأسهم أبناء عشيرة الشعيطات. وتحدثت مصادر ميدانية من الشعيطات عن وصول أسلحة وذخائر، من دون تقديم إيضاحات إضافية، فيما قالت مصادر التنظيم إن طائرات سورية «ألقت حاويات ذخيرة ومعدات فوق مناطق الشعيطات». مصدر من التنظيم قال لـ «الأخبار» إن «مرحلة الحسم قد بدأت، وإذا كانت الطائرات النصيرية تؤازر الصحوات، فإن ملائكة الرحمن يؤازرون الإخوة المجاهدين». المصدر تحدّث عن «خطة محكمة دخلت حيز التنفيذ لطرد الصحوات من المنطقة»، فيما تداول نشطاء أنباء عن «إغلاق التنظيم جسر العشارة بسواتر ترابية بغية تحصين القرية». «الدولة» كان قد أصدر بياناً مقتضباً يوم الثلاثاء، أعلن فيه أن «القرى التي تسيطر عليها ميليشيات وعصابات الشعيطات أصبحت منطقة عسكرية»، وطلب من «كل من ليس له علاقة بقتال الدولة الإسلامية ترك المنطقة خلال 24 ساعة، لأن جيش الدولة الإسلامية توجه إلى هناك لحسم الأمر، بعدما طرقت كل السبل لحل الأزمة». وعلى صعيد متصل، تداول نشطاء صورةً لأحد القادة الميدانيين في التنظيم، بعد ذبحه. وأفادت المعلومات المتوافرة بأن «أبو يعقوب التونسي قُتل بقذيفة، وتالياً جرى حز رأسه بسكين من قبل أحد أبناء الشعيطات». وعلى المقلب الآخر، تداولت صفحات «جهادية» على موقع «تويتر» صورة لشخصين صلبهما التنظيم في مدينة الميادين. ووفقاً للأنباء المتداولة، فقد أعدم التنظيم «أشخاصا (تضاربت الأنباء بشأن عددهم، بين اثنين وخمسة) بتهمة التورط في تنفيذ تفجيرات داخل المدينة».

«بيعة» جديدة

إلى ذلك، تلقى التنظيم «بيعة» جديدة أمس من «أعيان ووجهاء عشيرة الشويط في قرية أبو حردوب (ريف شرقي)». وظهر «الوجهاء» في بيان مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي تلاه متحدث باسمهم، وجاء فيه «نحن وجهاء وأعيان وأهالي قرية أبو حردوب من عشيرة الشويط، نعلن بيعتنا لأمير المؤمنين الشيخ ابو بكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية. (...) ونعلن براءتنا من كل من يقاتل الدولة، ولن نؤازره ولن نؤويه أو نستتر عليه، ونتبرأ مما فعلته عشيرة الشعيطات ضد دولة الخلافة، ونحن على استعداد لتنفيذ كل ما تمليه الدولة (الإسلامية) علينا».
على صعيد آخر، قالت مصادر «جهادية» إن تنظيم «الدولة» سيطر على بلدة جزعة بريف مدينة القامشلي (محافظة الحسكة). ووفقاً للمصادر، فقد نشبت معارك عنيفة بين «وحدات حماية الشعب» الكردية، ومسلحي التنظيم، الذي تمكن إثرها من السيطرة على البلدة سيطرة كاملة، بعد مقتل 15 عنصراً من «الوحدات»، فيما قتل 8 من التنظيم.



«الدولة» يعتقل طالبات في الرقة... بسبب الجوارب

اعتقل تنظيم «الدولة» مجموعة من طالبات معهد الفردوس في مدينة الرقة، بسبب عدم ارتداء إحداهن الجوارب. وقالت مصادر من السكان إن مسلحين تابعين للتنظيم المتطرف اعتقلوا الطالبات، ومدير المعهد، ومدرّس اللغة الفرنسية، على خلفية إهانة أحد مسلحي التنظيم لطالبة «لا ترتدي جوارب». وأجمعت روايات المصادر على أن «المسلّح أهان الفتاة وأقدم على اعتقالها وأخذها إلى مقر الحسبة بواسطة سيارة أجرة. كذلك اعتقل مدير المعهد، الذي حاول منع الاعتقال، وطالب بالانتظار حتى قدوم أحد محارم الفتاة». ولاحقاً حضرت «دورية مسلحة تابعة للتنظيم لاعتقال الفتيات اللواتي يرتدين العباءات المطرّزة، وحاول مدرس اللغة الفرنسية منعهم، لكنهم اعتقلوه معهن».