أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بعد لقائه ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، أمس، أن هناك أدلة واضحة على ارتكاب اسرائيل جرائم حرب في غزة، متحدثاً عن مسعى للانضمام إلى المحكمة ومنحها ولاية قضائية للتحقيق،.
وقال المالكي، الذي زار لاهاي بعد ساعات قليلة من بدء سريان الهدنة، إن السلطة الفلسطينية تريد منح المحكمة ولاية قضائية للتحقيق في جرائم حرب «يزعم الإسرائيليون والفلسطينيون أنها ارتكبت»، فيما بحث مع المدعين في المحكمة إطاراً زمنياً لانضمام فلسطين، لكنه لم يقدم تفاصيل. وبالانضمام إلى المحكمة، التي ليست دولة العدو عضواً فيها أيضاً، ستصبح الأراضي الفلسطينية مفتوحة تلقائياً لتحقيقات محتملة في جرائم داخل حدودها، ويمكنها أيضاً منح المحكمة ولاية قضائية للتحقيق في جرائم يعود تاريخها إلى تموز عام 2002. وفيما رفضت إسرائيل التعليق علانية، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ«رويترز» إن أي تحرك قانوني من قبل المحكمة ضد اسرائيل بخصوص حرب غزة سيؤدي إلى إقامة دعوى اسرائيلية مضادة ضد الفلسطينيين أمام المحكمة. في السياق، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات المجتمع الدولي إلى توفير جسور برية وبحرية وجوية للتعامل مع الكارثة الإنسانية في قطاع غزة والناتجة من «العدوان والجرائم الإسرائيلية»، في وقت قال فيه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلّفت آثاراً «صعبة وقاسية». وأضاف «هناك دمار كبير لحق بالمباني. تجولت في غزة ورأيت المعاناة، والألم، وفي داخل المستشفى التقيت الجرحى والأطباء. الوضع صعب للغاية».
وفي سياق تتبع تداعيات الكوارث الإنسانية الناتجة من العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلن المدير العام للصيدلة في وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف أبو مهادي، أنّ حجم الأدوية والمستلزمات الطبية الواصلة إلى مستشفيات وزارة الصحة في غزة «غير كافٍ» لتضميد جراح المصابين. وقال لوكالة «الأناضول» إنّ كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية وصلت الى مستشفيات غزة منذ بدء الحرب، واصفاً إياها بـ«القليلة قياساً بحجم الإصابات». وأوضح أبو مهادي أنّ «مستشفيات غزة مليئة بجرحى يتلقون العلاج منذ بدء العدوان الإسرائيلي، واستنزاف الأدوية لا يزال مستمراً»، مضيفاً إنّ «الاستنزاف الشديد في الأدوية، وخاصة أدوية الطوارئ، يجعل كل ما ورد منها خلال أيام الحرب لا يكفي ما يصل إلى المستشفيات من جرحى ومصابين». وأشار إلى أن دولاً عربية عدة ومؤسسات محلية ودولية قدمت الدعم من الدواء والمستلزمات الطبية، مؤكداً «نحن بحاجة طارئة إلى الأدوية الطارئة في أقسام العناية الفائقة، والجراحات، والعمليات».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)