وصلت أمس تعزيزات كبيرة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية إلى مدينة اليعربية ومعبرها الحدودي، وصولاً إلى معبر ربيعة المتاخم لمدينة اليعربية السورية، الذي دخلت إليه «وحدات الحماية» السورية ليكون خط دفاع عن مدينة اليعربية ضد خطر تمدّد «الدولة» إليها. وذلك بالتوازي مع نشر القائد العام لقوات «الأسايش» الكردية، جوان إبراهيم، صوراً له على مشارف بلدة سنغال التابعة لقضاء سنجار، معلناً وجودهم رسمياً هناك.
مصدر في «وحدات الحماية» قال لـ«الأخبار» إنّ «وحدات الحماية، وفي إطار تلبية النداء الذي أطلقه مدنيو بلدة شنغال، تمكنت من السيطرة على قرى المحمودية وربيعة وقليع وتاويس التابعة للبلدة في ريف محافظة الموصل، بعد يوم من سيطرة داعش عليها»، مؤكداً «أن الوحدات تتجه نحو قرى جربالات، سودية وآوينا للسيطرة عليها في إطار حملة لإنقاذ كرد المنطقة من مجازر داعش».
ريدور خليل، الناطق باسم «وحدات حماية الشعب»، أفاد «الأخبار» بأنّ «البشمركة الكردية انسحبت بشكل كامل من سنجار وحتى فيش خابور، بما في ذلك كافة المخافر الحدودية». وأكد خليل أن «معارك قوية جرت بين داعش ووحدات الحماية بالقرب من معبر ربيعة الحدودي بعد دخول الوحدات إليه، إضافة إلى صوامع حبوب ربيعة». وأكّد أنهم كـ«وحدات حماية سيبذلون كل طاقاتهم للدفاع عن اليعربية وأهلها بكل مكوناتهم». وكشف خليل أن «أكثر من 5000 عائلة نزحت من سنجار إلى داخل الحدود السورية، وتم تأمين القسم الأكبر منهم إلى الجانب الآخر من الحدود من جهة المالكية، كما تم تأمين وصول البشمركة المنسحبين باتجاه اليعربية إلى الجهة الأخرى من الحدود، مع تأكيد وجود أكثر من 600 جثة في جبال سنجار قضوا على أيدي داعش». ونفى «وجود أي تنسيق مع «البشمركة الكردية».
وأصدرت «هيئة الدفاع في مقاطعة الجزيرة» بياناً قالت فيه «إننا في وحدات حماية الشعب نأمل بأن تتمكن قوات بشمركة جنوب كردستان في أسرع وقت ممكن من إعادة ترتيب صفوفها ولمّ شملها، ونحن على أتم الاستعداد لتطوير التنسيق المباشر والعلاقات معها في أعلى المستويات لما يخدم المصلحة الكردية العليا وإعادة تحرير المناطق التي احتلتها داعش».
وكان أكراد مدينة عفرين في ريف حلب قد نظموا أمس اعتصاماً في الساحة العامة في المدينة «احتجاجاً على انسحاب البشمركة من بلدات كردية على الحدود دون قتال».
وانتقدت قيادات كردية في «حركة المجتمع الديمقراطي» «انسحاب البشمركة من البلدات الكردية دون قتال»، ما يوسّع الخلافات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسه مسعود برزاني، مع تبلور ملامح تحالف بين «وحدات حماية الشعب» ومسلحي «حزب الاتحاد الوطني الكردستاني» على الحدود، من خلال المعارك المشتركة التي يخوضها الطرفان معاً ضد «الدولة».
أما في ما يتعلّق بالواقع الميداني لمدينة الحسكة، فقد أكد خليل «أن الأمور اتجهت إلى الهدوء في المدينة، وأن تعزيزات مستمرة تصل إليها تهدف إلى تحصين محيطها بقوات تقف في وجه أي محاولة هجوم». ولفت الى أن «الوضع في الحسكة لم يعد يعتبر مسألة خلاف سياسي مع النظام، بل هو مسألة وجود وبقاء للحسكة بكل مكوناتها»، مؤكداً أن «النظام السوري ما زال موجوداً في المدينة». ونفى خليل بذلك كل ما تردد عن سيطرة «وحدات الحماية» على المدينة وخروج المحافظ والسلطات الحكومية منها.