الخليل | تصاعدت أمس الهبّة الشعبية في مدن الضفة المحتلة بصورة كبيرة وملحوظة، بعدما أدى التصدي الإسرائيلي العنيف للمسيرات الفلسطينية إلى استشهاد شابين وإصابة أكثر من 150 آخرين. وأعلنت المصادر الطبية استشهاد تامر سمور (22 عاماً) من بلدة دير الغصون شمال طولكرم (شمال) خلال المواجهات التي اندلعت بين المواطنين وقوات الاحتلال في منطقة المصانع الإسرائيلية، وأعلنت استشهاد عدي جبر (19 عاماً) خلال مواجهات في قرية صفّا غرب مدينة رام الله (وسط).
وسجل في المواجهات استخدام الرصاص الحي بصورة مكثفة، فضلاً عن الرصاص المطاطي وحالات الاختناق جرّاء القنابل الدخانية. وجاءت هذه الاشتباكات عقب تنظيم مسيرات غضب انطلقت من مراكز المدن صوب خطوط التماس مع الاحتلال تنديداً بالعدوان المتواصل لليوم الـ27 على التوالي ضد قطاع غزة.
في مدينة الخليل، انطلقت مسيرة جماهيرية كبيرة بمشاركة القوى الوطنية والإسلامية، قُدّر عدد المشاركين فيها بـ100 ألف مواطن باتجاه منطقة باب الزاوية حيث خطوط التماس مع الجنود الإسرائيليين. وما إن رشق الشبان النقطة العسكرية المتمركزة على مدخل شارع الشهداء بالحجارة والزجاجات الفارغة، حتى رد الاحتلال بإطلاق الرصاص والقنابل الدخانية صوب المشاركين، ما أدى إلى إصابة 135 مواطناً بينهم 7 وُصفت حالتهم بالخطيرة.

سجل في المواجهات استخدام الرصاص الحي بصورة مكثفة


وتجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال استخدمت سلاحاً كاتماً للصوت خلال تفريقها التظاهرات، وفقاً لما أشارت المصادر، وذلك بعد اعتلاء الجنود أسطح عدد من المنازل والمحالّ التجارية وحوّلوها إلى ثكنات عسكرية ومواقع لانتشار القناصة واستهداف الشّبان.
كذلك، أصيب العشرات في بيت لحم (جنوب) في مواجهات اندلعت في محيط مسجد بلال بن رباح بعد مسيرة حاشدة انطلقت من وسط المدينة، وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال أطلقوا النار بصورة مباشرة ومكثفة على الشبان. أما في رام الله، فأصيب عشرات بالرصاص الحي والمطاطي في محيط حاجز قلنديا العسكري قرب المدينة عقب انطلاق مسيرة نُظّمت بدعوى من الحركات الشبابية. وأصيب عدد من الشبان بجراح، اثنان منهم بالرصاص الحي، و8 بالرصاص المعدني، وخاصة في قرية صفّا غرب رام الله.
نابلس شهدت أيضاً مواجهات، لكن الحادث اللافت أن قوات الاحتلال أطلقت النار باتجاه سيارة إسعاف فلسطينية كانت تنقل المصابين إلى المستشفيات قرب حاجز حواره جنوب المدينة.
في القدس المحتلة، وللجمعة الخامسة تمنع قوات الاحتلال المصلين من دخول المسجد الأقصى، فيؤدي الآلاف من المواطنين الفلسطينيين الصلاة في الشوارع والطرقات وأزقة القدس. وعقب انتهاء الصلاة في حي واد الجوز، اندلعت اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والشبان ألقى خلالها الجنود القنابل الصوتية والدخانية. كذلك شهدت بلدة كفر قدوم شمال قلقيلية الأحداث نفسها.
في تعليقه على تطورات الأحداث، قال عضو المجلس الثوري في حركة «فتح» بسام زكارنة، «إن الشعب الفلسطيني يتعرّض لمحرقة أمام العالم دون أي رادع، لذلك يجب الاحتجاج لمنعه من استكمال مخططه، علماً أن الاحتلال لا يعطي أي مجال لأي تدخل سياسي». وأضاف زكارنة لـ«الأخبار»: «شعبنا لن يركع وسوف يستمر بمقاومته»، مطالباً بحماية دولية عاجلة للمدنيين ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.