بالمقارنة مع الحربين السابقتين على غزة، صارت هذه الحرب هي الأطول زمنياً مع دخولها اليوم السادس والعشرين، والأكثر دموية بعد ارتفاع معدل الضحايا الذين تضيق بهم المقابر والمستشفيات. وفيما يتواصل العدوان الجوي والبحري والتوغل براً، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة أمس حتى منتصف الليل كانت 81 شهيداً و350 جريحاً، ما يرفع العدد الإجمالي حتى الموعد نفسه إلى 1439 شهيداً، وأكثر من 8300 جريح. ومن بين الشهداء 15 من الطواقم الطبية وتسعة صحافيين.
في هذا السياق، رصدت «الصحة» ارتكاب الاحتلال مجازر بحق 70 عائلة خلال عدوانه المتواصل، قائلة، في بيان، إن 570 مواطناً من أفراد تلك العائلات قضوا في مجازر الاحتلال، فيما أصيب 958 آخرون بجروح متفاوتة. ووفق الوزارة، فإن شهداء عائلات مجازر الاحتلال يشكلون 40 في المئة من إجمالي شهداء الحرب.
وفي مناطق الجنوب، اشتد القصف الجوي على شرق رفح وخانيونس بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على بلدة بني سهيلا. كذلك تواصلت سياسة قصف البيوت التي تخطّت مرحلة استهداف منازل القيادات في الفصائل إلى استهداف عائلات العناصر والناشطين، فضلاً عن القصف العشوائي في مناطق متعددة أدى إلى استشهاد عائلات بأكملها. وتستمر أيضاً عمليات انتشال الشهداء من بعض الأماكن التي استطاعت الطواقم الطبية الوصول إليها.
في السياق، لا تزال بلدة خزاعة الحدودية (شرق خانيونس) تحت الحصار الإسرائيلي لليوم الثالث عشر على التوالي، من دون معرفة جزء كبير من حقيقة ما حدث في داخل البلدة التي تحولت إلى منطقة منكوبة وفق عدد من سكانها الذين تمكنوا من الخروج منها قبل أيام. وتنقل مصادر صحافية محلية معلومات من داخل البلدة تفيد بأن قوات الاحتلال دمرت البنية التحتية بصورة كاملة، ومسحت عدداً كبيراً من المنازل، خاصة في حيّي رضوان والنجار. كذلك شهدت البلدة اقتلاع المحاصيل الزراعية والأشجار المعمرة وتحويل بعض الأراضي إلى معسكرات للجيش.

أطلقت «القسام»
أمس 143 صاروخا وسرايا القدس نحو 50

وتشير المعلومات إلى أن قوات خاصة تُقيم في بعض المنازل المرتفعة، وحوّلتها إلى ثكن عسكرية، فيما تتعرض أحياء البلدة لعمليات قصف من الطائرات الحربية والمدفعية مع تمركز أعداد كبيرة من الآليات على كل المداخل الرئيسية والفرعية المؤدية إليها، ما منع إجلاء كل الشهداء من تحت أنقاض المنازل هناك.
على صعيد متصل، أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة الوفاق الوطني، مفيد الحساينة، أن خسائر الحرب الإسرائيلية بلغت 4 مليارات دولار أميركي. وذكر الحساينة، في مؤتمر صحافي عقده داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة أمس، أن العدوان شمل أكثر من 40 ألف وحدة سكنية، «منها 5238 وحدة سكنية مهدمة كلياً، و30 ألف وحدة سكنية مهدمة جزئياً، و4374 وحدة غير صالحة للسكن».
واستمراراً للرد على العدوان، تواصل المقاومة قصف المدن المحتلة والمستوطنات برشقات الصواريخ التي عاد عددها إلى الارتفاع مجدداً، وفق المعدل الذي بدأت به الحرب على خلاف اليومين الماضيين. لكن البارز كان إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، قتل مقاوميها ثلاثة جنود من جيش الاحتلال خلال عملية جرت أول من أمس على أطراف حي التفاح شرق مدينة غزة.
وقالت «القسام»، في بلاغ على موقعها الإلكتروني، إنها علمت بالحصيلة «بعد عودة المقاومين من خطوط الالتحام شرق التفاح، الذين أكدوا الإجهاز أول من أمس على ثلاثة جنود كانوا يتحصّنون في مبنى، بعد الاشتباك مع قوة راجلة قرب مسجد الفردوس». وفي وقت لاحق، أعلنت «القسام» عن تمكن عناصرها من تفجير عبوة برميلية تزن 250 كلغ بدبابة على جبل الريس (شرق)، ما أدى إلى تدميرها، «وتبع ذلك اشتباك مع الجنود».
الكتائب أيضاً أوضحت أنها قصفت منذ الصباح مواقع وتجمعات الاحتلال بـ146 قذيفة صاروخية، طالت إحداها تل أبيب، «كما أدى قصف كريات جات وأشكول إلى إصابات في صفوف العدو».
أما سرايا القدس، الذراع المسلحة لـ«الجهاد الإسلامي»، فأعلنت إطلاقها نحو 50 صاروخاً على مدن وبلدات داخل الأراضي المحتلة، قائلة إن إسرائيل اعترفت بمقتل ثلاثة جنود بعد قصفها مجمع أشكول بثلاثة صواريخ 107. كذلك أعلنت مسؤوليتها عن «قصف موقعي صوفا والعين الثالثة بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن (9) كيبوتسات»، ناقلة عبر موقعها اعتراف الاحتلال «بإصابة أحد جنوده بجراح خطيرة في موقع ناحل عوز العسكري ووقوع أضرار جسيمة بمنزل في كفار عزا».
(الأخبار)