الحسكة | سقطت أمس، ولأول مرة، قذائف الهاون على مدينة الحسكة ما أدّى إلى استشهاد 5 مدنيين، معظمهم من الأطفال وجرح 23 آخرين، تزامناً مع المعارك العنيفة بين «الدولة الإسلامية» من جهة والجيش السوري و«وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة ثانية على أبواب المدينة وريفها.
في مستشفى «الحكمة» تصرخ أمينة عبيد وجعاً على استشهاد ابنتيها، هديل (3 سنوات) وروان (سنة ونصف سنة)، أما ابنتاها رتاج وعبير فحالتهما خطرة، فيما نجت الشقيقة الخامسة من شظية قذيفة هاون. واستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» أمس بقذائف الهاون حي النشوة الغربية. وزار محافظ الحسكة المهندس محمد زعال العلي وقائد شرطة المحافظة اللواء حسيب طحان، الجرحى في المستشفيات، نافين بذلك الشائعات التي ترددت حول هروبهم من المدينة وإخلائها من القوات الحكومية. وأكد المحافظ لـ«الأخبار» أنّ الحسكة «صدّت بفضل تلاحم أبنائها ووحدتهم أعنف هجمة استهدفت وجودها».
ميدانياً، يواصل الجيش السوري بمؤازرة «وحدات الحماية» و«الدفاع الوطني» تحصين مدينة الحسكة من خلال تعزيزات إضافية.كذلك أشار مصدر عسكري لـ«الأخبار» إلى أن «الجيش السوري والقوى الوطنية المساندة له قامت بتمشيط قرى الحمر والمعروف والفلاحة والصلالية جنوب شرق مدينة الحسكة مع رفع العلم السوري عند مفرق الشدادي القديم». وأضاف إن «وحدات أخرى مشطت قرية المقبرة غرب مدينة الحسكة على طريق الحسكة ـــ الرقة القديم بعد انسحاب مسلحي داعش منها». إلى ذلك، ذكر مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أمس، أن تنظيم «الدولة» يقوم «منذ أسبوع بمحاولات مستمرة للتمدد في الحسكة ولدخول مناطق جديدة، لكن هذه المحاولات تواجه بمقاومة من وحدات الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية».

هجوم على مقر «اللواء 93»

وفي الرقة، شنّ مقاتلو «الدولة الإسلامية» أمس هجوماً على مقر «اللواء 93» في عين عيسى في الريف الشمالي، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش، بالتزامن مع قصف سلاح الجو نقاط المسلحين، بحسب مصادر ميدانية.
يأتي ذلك في سياق محاولات التنظيم المستمرة للسيطرة على اللواء، الذي كان وجهةً لمعظم عناصر الجيش المنسحبين من مقرّ «الفرقة 17» في الرقة. وليل أمس أنذر التنظيم سكان جميع القرى المحيطة باللواء بـ«وجوب مغادرتها فوراً».