الخليل | في الوقت الذي تستمر فيه قوات الاحتلال باستهدافها فلسطينيي الضفة الغربية، على خلفية احتجاجاتهم على حملتها العسكرية على قطاع غزة، شارك آلاف الفلسطينيين في محافظة الخليل، الثلاثاء، في تشييع الشهيد الشاب علاء جهاد الزغير (21 عاماً)، الذي استشهد متأثراً بجروح أصيب بها، قبل أيام، في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
وشارك في التشييع، ملثمون من «كتائب شهداء الأقصى» و«القسام»، في ظهور هو الأول لهم منذ سنوات. وقال متحدث باسم «كتائب الأقصى»، في كلمة أمام المشاركين في التشييع، إن «الكتائب» تعلن النفير العام في فلسطين، «للرد على مجازر الاحتلال بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية».
من جهتها، نعت «حركة التحرير الوطني الفلسطيني» (فتح) «ابنها البار الشهيد الزغير»، مؤكدة «السير على درب الشهداء حتى نيل الاستقلال والحرية».
وكشف مصدر مطلع أن جنود الاحتلال يستخدمون رصاصاً جديداً ضد الفلسطينيين، خلال المواجهات، مشيراً إلى أن أطباء الشرايين الذين قدموا العلاج للمصابين، وجدوا أن الرصاص المطلق على أجسامهم ليس من النوع العادي، بل هو من نوع «دمدم» متفجر يحدث تهتكاً كبيراً في الأنسجة، الأمر الذي يؤدي غالباً إلى الموت.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر طبي «الأخبار» بأن «الشهيد الزغير دخل في غيبوبة، بعدما أصابه طلق ناري من نوع «دمدم» متفجر أطلقه عليه جنود الاحتلال من مسافه قريبة.
وفي إطار الإجراءات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد المحتجين على حملته العسكرية على قطاع غزة، اعتقل جنود الاحتلال، خلال اليومين الماضيين، 15 مواطناً بينهم 3 فتيات ومتضامن أجنبي، من منطقة تل الرميدة وسط الخليل ومن قرى بني نعيم وحلحول ويطا ومخيم الفوار بينهم ضابط شرطة.
وأفاد مصدر مطلع «الأخبار»، بأن «مستوطنة قامت بالاعتداء على أطفال من عائلة أبو شخدم مساء اليوم الأول من عيد الفطر في منطقة تل الرميدة». وقال المصدر إنه «حين حاول السكان منعها، دفع جيش الاحتلال بقواته التي اعتقلت 3 فتيات ومواطنين ومتضامن أجنبي، فيما اعتدى مستوطنون على شاب وشتموه، تحت حماية جنود الاحتلال الذين اعتقلوه».
وأصيب، أمس، عشرات المواطنين بحالات اختناق، خلال المواجهات التي اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في بيت أمر شمالي الخليل وزيف قرب يطا. واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت ووابلاً كثيفاً من قنابل الغاز.
وقالت مصادر محلية لـ«الأخبار»، إن قوات الاحتلال دهمت خلة المية بعد إطلاق نار باتجاه مركبة مستوطن، فيما جرت أعمال تمشيط بحجة مطاردة مطلقي النار.
وأبلغ الاحتلال عائلة المطارد مروان القواسمي وهو أحد المتهمين بخطف المستوطنين الثلاثة، بنيته هدم منزله في الخليل الساعة الخامسة مساء اليوم، في ظل دعوات شبابية للاعتصام في المنزل ومنع الاحتلال من تنفيذ الهدم.
من جهتها، أرسلت نقابة تجارة المواد الغذائية في محافظة الخليل، نحو 80 طناً من المواد الغذائية الى قطاع غزة، لإغاثة العائلات التي تركت منازلها عنوة.
على خط مواز، تظاهر عشرات آلاف الفلسطينيين دعماً لقطاع غزة، الاثنين، في شرقي القدس المحتلة، حيث تجمعوا لأداء صلاة العيد في المسجد الأقصى، في أول أيام عيد الفطر.
وتحدثت الشرطة الإسرائيلية عن نحو 45 ألفاً من المصلين، فيما أفادت وكالة «فرانس برس»، بأن «الكثيرين منهم كانوا يرتدون قمصاناً سوداء كتب عليها غزة، ندعمك في عيدك وكلنا غزة».