صُعق وزير «الأمن القومي» الإسرائيلي، الفاشي إيتمار بن غفير، لدى اكتشافه حقيقة أن الأسرى الفلسطينيين يتناولون الخُبز في سجونه، وأنهم يقومون بعجنه وخَبزه داخل أفران في المعتقلات، متسائلاً في محادثة مغلَقة مع عدد من المسؤولين في الأجهزة الأمنية :«ما هذه الامتيازات؟ خبز طازج؟ لقد جُننّا!». في المقابل، نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم»، عن مصدر في مصلحة السجون الإسرائيلية، قوله إن «إعداد الخبز الطازج في السجون قائم منذ 17 عاماً، أي منذ تسلُّمنا صلاحية الإدارة التي كانت بيد الجيش». لكن ذلك لم يمنع بن غفير من الإيعاز إلى إدارة «المصلحة» بإغلاق فرنَين في سجنَي «ريمون» و«النقب» يديرهما أسرى فلسطينيون، ويعملان منذ سنوات على توفير الخبز الطازج للمعتقَلين. كما تعهّد بمنع ما وصفها بـ«التسهيلات»، مُهدِّداً بأنه «لن يتسامح مع الأسرى الفلسطينيين»، مضيفاً، في تغريدة على «تويتر»، أنه سيسلبهم حقوقهم وسيقدّم مشروع قانون لإعدامهم بواسطة الصعق بالكرسيّ الكهربائي.وردّاً على ذلك التصعيد، أصدرت وزارة الأسرى والمحرَّرين بياناً قالت فيه إن «المتطرّف بن غفير يصعّد عدوانه الإرهابي على الأسرى في السجون، مُواصلاً إصدار تعليمات التضييق وتشديد الخناق، في محاولة منه للتغطية على فشل حكومته في نقْل المعركة إلى داخل السجون». واعتبرت أن «إغلاق المخابز التي تزوّد الأسرى بالخبز بشكل يومي، هو عمل يثبت تجرُّد الاحتلال من القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية كافة، ويعكس حالة العجز المتقدّمة التي وصل إليها في مواجهة الأسرى». كما عدّت «الادّعاءات الكاذبة والمضلِّلة» التي يحاول بن غفير الترويج لها، مِن مِثل أن «المعتقَلين يعيشون في رفاهية وفنادق»، ما هي إلّا «مبرّر يَستخدمه لمواصلة العدوان عليهم وتصعيد الحرب ضدّهم، ولكسب المزيد من التأييد والدعم من المجتمع الإسرائيلي».
أُصيبت مستوطنة أثناء هروبها بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة


وأتى القرار الجديد بموازاة حالة من التوتّر لا تزال تسود سجون الاحتلال، إثر اقتحام وحدات القمع الإسرائيلية أقسام الأسرى في سجون «عوفر»، «النقب»، «مجدو» و«الدامون»، واعتدائها على الرجال والنساء على حدٍّ سواء، وتنقيلهم، وعزْل العشرات منهم، قبل تجريدهم من مقتنياتهم الشخصية. وأطلقت الأسيرات في «الدامون»، أمس، حيث تستمرّ الإدارة في فرْض سياسة العزل الانفرادي والحرمان من الحقوق على 29 معتقَلة، صرخة عبر مقطع صوتي ورسالة مكتوبة، دَعَوْنَ فيها إلى تحريرهنّ من السجون التي يتعرّضن فيها للتنكيل والاضطهاد. وقالت إحداهنّ: «مَن سينتصر لنا ويلقّن العدو درساً يتعلّم منه أن لا يتطاول على بناتكم؟»، مُذكّرة بانتصار الأسير يوسف المبحوح السنة الماضية للأسيرات. من جهتهم، تابع الأسرى إغلاق الأقسام كافة في سجون الاحتلال أمس، وأرجعوا وجبة الإفطار، رافضين الخروج إلى «الفحص الأمني»، بحسب ما أفادت به «لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة»، فيما أعلنت «هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين» «تواصُل الإغلاق لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على الهجمة الشرسة من قِبَل الإدارة ووحدات القمع»، مؤكدة «جاهزية الحركة الأسيرة لكلّ أشكال المواجهة».
ومساء، أُصيبت مستوطنة أثناء هروبها نحو الملاجئ بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع. وذكرت إذاعة جيش العدو أن «القبة الحديدية اعترضت الصاروخ»، فيما أفاد مراسل «القناة 14» العبرية أن «صفارات الإنذار دوّت في مستوطنة سديروت خلال مراسم إحياء ذكرى مستوطِنة قتلت بصاروخ قسام قبل 18 عاماً». وعقب الحدث، قال بن غفير أنه طلب «اجتماعاً عاجلاً للكابينت مساء اليوم (أمس)، لبحث سبل الردّ على إطلاق الصواريخ من غزة».