لا تمرّ الأخبار التي تتعلّق بصفقات التبادل خفيفة على عائلات الأسرى، ولا سيما عائلات 543 أسيراً من أصحاب المؤبّدات. ثمّة أمل يُرافق كلّ معلومة تُنشر عن أسير إسرائيلي لدى المقاومة، وفي الوقت نفسه غصّة وهواجس تغرق بها نفوس الأهالي، حول الوقت الذي يحتاجه إبرام الصفقة الجديدة، وما إن كان أبناؤهم من المشمولين بها أم لا. من وجهة نظر هذه العائلات، فإن غلّة المقاومة من الأسرى الجنود فتحت أبواب الأمل بإمكانية أن تقود الاتفاقية المرتقَبة إلى تبييض السجون. والدة الأسيرَين عبد الكريم وحسان عويس، اللذين قضيا في السجن نحو 20 عاماً، تقول، في تصريحات إعلامية، إن بارقة الأمل الوحيدة في أن ترى أبناءها، هي تمكُّن المقاومة من عقْد صفقة تبادل. وتضيف الحاجّة التي تسكن مدينة جنين: «أنتظر كلّ خبر بلهفة، مُنعنا من الزيارة طويلاً، والأمل بوجه الله ثمّ إتمام صفقة التبادل». بدورها، تلفت والدة الأسيرَين محمد ورمزي أبراش من مخيم الأمعري في رام الله، المريضَين والمحكومَين بالسجن المؤبّد، إلى وأنها ومثيلاتها من عائلات أسرى المؤبّدات ينتظرون بفارغ الصبر أن تُفضي المفاوضات إلى صفقة تبادل، تَجمع أمّهات المعتقَلين بأبنائهنّ ولو لمرّة واحدة. يشار إلى أنه يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال 4700، بينهم 40 سيّدة و140 طفلاً، فيما يعتقل العدو نحو 440 أسيراً اعتقالاً إدارياً، ويصل عدد المرضى إلى 700، بينهم قرابة 300 حالة مزمنة بحاجة إلى العلاج المستمرّ، و10 مصابين بالسرطان. وتضع المقاومة، المرضى وأصحاب المؤبّدات، على رأس قائمة صفقتها المنتظَرة، بينما تتعنّت إسرائيل في إطلاق سراح مَن تُسمّيهم «الملطّخة أيديهم بالدماء». وفي هذا الإطار، يلفت المحلّل السياسي، أيمن الرفاتي، إلى أن المقاومة قدّمت وعوداً كبيرة لأهالي الأسرى، لا تنمّ عن «جيب فارغة»، مضيفاً، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «المقاومة تضع بكلّ تأكيد ملفّ الإفراج عن أسرى المؤبّدات في رأس أولوياتها، على رغم أن هؤلاء هم العقبة التي تعيق التقدّم السريع في التوصّل إلى صفقة تبادل (...) يريد الاحتلال صفقة غير مكلفة معنوياً، لا تؤلّب عليه المجتمع الداخلي، ولا تقود إلى أجواء احتفالية كما في عام 2011».