رغم تأكيد وزير إسرائيلي في المجلس الوزاري المصغر أنه سيعلن غداً (السبت) عن تهدئة إنسانية لمدة خمسة أيام، بين اسرائيل وفصائل المقاومة، ذكرت مصادر إسرائيلية أنه بالتزامن مع الجهود الدولية للتوصل إلى وقف الحرب، فإن الوضع غير ناضج لوقف نار إنساني أو غيره.
هذا التقدير أوردته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي التي قالت إن محور التهدئة الإنسانية أن يتوقف جيش الاحتلال عن مهاجمة الأهداف في قطاع غزة، في حين تتوقف الفصائل عن إطلاق الصواريخ.
مع ذلك، تساءلت صحيفة «يديعوت أحرنوت»: لماذا على إسرائيل أن تكون الولد السيّئ؟ فهي، والكلام للصحيفة، إذا وافقت على هدنة إنسانية، فلا تؤمن أصلاً أن ينتج منها شيء، لأن لا أحد يؤمن في إسرائيل بأن تنجح حركتا «حماس» و«فتح» في جسر خلافاتهما، كما لا يؤمنون أيضاً بأن قادة «حماس» الثلاثة، السياسي والعسكري في غزة والخارج، سيتوصلون إلى إجماع على مستقبل الحركة وسيتخلون عن حكم القطاع.
على هذا الأساس، ترى الصحيفة أن تلتزم إسرائيل مبدأ «دعوا الفتية يلهون أمامنا»، وكل ما تحتاج إليه بعد تدمير الأنفاق هو وقف إطلاق النار، «وهذا كل شيء، وما عدا ذلك هذيان ينتمي إلى قسم العلم الخيالي في وزارة الخارجية الأميركية».
على طرف مقابل، لم تر «يديعوت» أنه ليس لدى إسرائيل مشكلة في أن يكون معبر رفح مفتوحاً، «بل العكس، لأنه لا معضلة في أن يقف رجال أبو مازن عند باب المعبر أو أن ينتشروا على محور فيلادلفيا». وتوقعت أنه في حال تحققت هذه المرحلة، «سيجري الانتقال إلى المرحلة اللاحقة التي ستدخل إسرائيل الصورة فيها، وعندئذ سيجلس الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني مع المصريين تحت رقابة أميركية ويعرضان مطالبهما».
من المؤكد، وفق الصحيفة، أن «حماس» ستطلب معابر مفتوحة وإنشاء ميناء، فيما ستطلب إسرائيل نزع سلاح القطاع كلياً. «وفي هذه المرحلة ينوي المصريون أن يدعوا إلى المحادثات كل من له صلة بهذا المجال، ويشمل ذلك ممثلي الجهاد الإسلامي والسلطة وجهات من الخارج. بل هم يتحدثون عن مندوبين من لبنان لهم صلة ما بغزة».
وتكمل رصد السيناريو بالقول: «سيعرض المصريون بتوجيه من الخارجية الأميركية طلباً لاستئناف العملية السياسية، بل إنهم يخططون لأن تتولى الحكومة في رام الله المسؤولية عن غزة مع عملية إعادة الإعمار أيضاً. وهنا ستضطر إسرائيل إلى أن تعطي موافقتها على إدخال مواد ذات استعمال مزدوج، عسكري ومدني، مثل الاسمنت والحديد».
في كل الأحوال، نقلت صحيفة «معاريف» عن وزير رفيع المستوى في المجلس المصغر قوله إن «بنيامين نتنياهو يبحث عن مخرج سياسي يسمح بوقف النار»، لكنه أضاف أن «حماس لا تظهر بوادر استسلام أو انكسار، فيما أعضاء المجلس مجمعون على استمرار العملية حتى إزالة تهديد الأنفاق».
على صعيد آخر (أ ف ب)، أدى رؤوفين ريفلين الذي تسلم الخميس رئاسة إسرائيل في خضم الحرب في غزة اليمين الدستورية، وهو معروف بأنه «صقر يميني متطرف يدعو إلى إقامة إسرائيل الكبرى ويدافع عن دولة القانون في الوقت نفسه»، ما قد يترك أثراً على سير الاتفاق لإنهاء الحرب.
وأقسم ريفلين اليمين مساء أمس في الكنيست في القدس المحتلة خلال مراسم خلت من مظاهر الاحتفال بسبب الحرب الدائرة في غزة، وذلك خلفاً للرئيس المنتهية ولايته شمعون بيريز. وقال الرئيس العاشر لإسرائيل أمام الحكومة والنواب، بعدما أقسم واضعاً يده على العهد القديم، إنه «باسمكم وتحت سلطتكم، أتسلم من الآن فصاعداً مهمات الرئيس العاشر لدولة إسرائيل».
ومن المفيد الإشارة إلى أن ريفلين (74 عاماً) ينتمي إلى الجناح الأكثر تشدداً في حزب الليكود اليميني، ولم يخف أبداً معارضته إقامة دولة فلسطينية. ووفق صحيفة «هآرتس» اليسارية، فإن «ريفلين لن يكون رئيساً لدولة إسرائيل بل رئيساً لإسرائيل الكبرى، وسيستغل الرئاسة لدفع الاستيطان في الضفة الغربية، وهو أمر يقدسه»، مضيفة: «بطريقته الخاصة، عرف ريفلين كيف يأسر قلوب أعضاء البرلمان والجمهور، لكنه حاز عداء نتنياهو خلال ذلك»