يبدو أن مجزرة حي الشجاعية تكررت صباح أمس، لكن في بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. ولم يمكن وسائل الإعلام والمؤسسات الطبية والدولية التأكد من حجم هذه المجزرة في ظل حصار مئات السكان هناك ومنع الاحتلال الطواقم المتخصصة من الدخول إلى البلدة. مع ذلك، فالشهادات الواردة من السكان تفيد بوجود عدد ليس بقليل من الشهداء، فضلاً عن عشرات الجرحى الذين لم ينقلوا بعد، ما يضع مخاوف من زيادة عدد الشهداء.
القصة تتشابه مع ما حدث في الشجاعية، فقد تمكنت المقاومة صباحاً من إحكام كمينين. الأول أعلنت عنه سرايا القدس (الجهاد الإسلامي) حين قالت إن وحدة خاصة من مقاتليها استطاعت قتل ثلاثة جنود إسرائيليين عن مسافة قريبة خلال كمين محكم شرق خزاعة باستخدام أسلحة متوسطة وتغطية من قذائف الهاون، مؤكدة استمرار عناصرها في استهداف القوات الإسرائيلية على أكثر من محور بالعبوات والقذائف والصواريخ الموجهة.
من جانبها، قالت كتائب عز الدين القسام «حماس» في بيان أمس إن «مجموعة من النخبة فجرت عبوة برميلية في قوة راجلة غرب كيسوفيم (جنوب) وعند فرارها إلى منزل فجره المقاومون بعبوات مزروعة مسبقاً، ما أدى إلى انهياره على رؤوس الجنود».
إثر ذلك، جن جنون الجيش الإسرائيلي مرة أخرى وباغت بقصف مكثف لخزاعة، ومساء اعترف بمقتل ضابط وجنديين من لواء «المظليين» في خانيونس بالإضافة إلى إصابة عدد من الجنود بجراح خطيرة ومتوسطة، «فيما أصيب عشرة آخرون بجروح متوسطة في عدة حوادث منفصلة في القطاع». وبذلك يرتفع عدد الجنود القتلى منذ بدء المعركة البرية قبل ستة أيام إلى 32 جندياً بالإضافة إلى إصابة أكثر من 250 آخرين حتى نهاية أمس.

بدأ الهجوم على خزاعة بعدما
خسر الاحتلال جنوداً في كمينين
ولا يزال سكان خزاعة يوجهون نداءات استغاثة لانتشال جثامين عدد كبير من الشهداء والجرحى داخل المنازل وبين الأزقة عد تعرضها على مدار ساعات لقصف عنيف جداً من الطائرات والدبابات. وأكد سكان البلدة ارتكاب الاحتلال مجازر بشعة بحق المدنيين وقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، عدا استهداف تجمعات المواطنين (تقدر بألف شخص) أثناء محاولتهم النزوح. وأفاد شهود عيان بتسلل المئات من القوات الخاصة بسرعة بالتزامن مع إنزال للجنود فوق أسطح المنازل تحت غطاء كثيف من الطائرات وعمليات القصف العشوائية.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن حصيلة اليوم السابع عشر من العدوان المستمر 73 شهيداً و 526 جريحاً حتى منتصف الليل، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 695 شهيداً وإصابة 4519 مواطناً منهم 1213 طفلاً 687 سيدة و 161 مسناً. فيما كانت النسبة الكبرى للشهداء في خانيونس (188) تليها مدينة غزة (219) فشمال القطاع (112) وأخيراً رفح (93) والوسطى (83).
أما في الضفة المحتلة، فاستشهد مساء أمس الشاب محمد حمامرة (19 عاماً) متأثراً بجراحه التي أصيب بها في مواجهات وسط بلدة حوسان غرب محافظة بيت لحم. وكان أول من أمس قد أصيب برصاصة في الرأس ووصفت جراحه بالحرجة في أعقاب مواجهات أسفر عنها استشهاد محمود حمامرة (32 عاماً) برصاصة في الصدر.
كذلك، أعلنت شرطة الاحتلال ووحدات حرس الحدود الإسرائيلي، أمس، أنها اعتقلت 931 فلسطينياً من المناطق المحتلة عام 1948 والقدس المحتلة في إطار المواجهات خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة. وذكرت الشرطة في بيان أن معظم المعتقلين يواجهون تهماً مشابهة وهي «الإخلال بالنظام».
في ما يتعلق بنتائج مواصلة المقاومة إطلاق الصواريخ على المدن المحتلة. فقد مددت الولايات المتحدة حظر رحلات شركات الطيران الأميركية إلى إسرائيل لمدة 24 ساعة بسبب «الوضع المنذر بالخطر» بعدما بدأ سريان الحظر منذ أول من أمس جراء سقوط قذيفة قرب مطار بن غوريون، كذلك علقت عدة شركات طيران منها الألمانية لوفتهانزا والتركية والأردنية رحلاتها لمدة 24 ساعة إضافية أمس.
وكانت الهيئة الأوروبية لسلامة النقل الجوي قد أعلنت أيضاً أنها ستوصي مجمل الشركات الأوروبية بتفادي مطار تل ابيب الدولي حتى إشعار آخر، لكن عدة شركات لم تنتظر التوصيات الرسمية للتحرك مثل دلتا ايرلاينز واير فرانس ولوفتهانزا وايزي جيت. كذلك ألغت الخطوط الجوية الأسترالية والخطوط الاسكندينافية والكندية والبولندية رحلاتها في هذا الاتجاه، وذلك مقابل تعبير وزير النقل الإسرائيلي أنه «ما من سبب لإلغاء شركات الطيران رحلاتها».
حماس: وقف شركات الطيران تسيير رحلاتها إلى إسرائيل «انتصار كبير»
تعليقاً على ذلك، قالت حركة «حماس» إن قرار شركات الطيران الدولية وقف رحلاتها إلى إسرائيل «انتصار كبير للمقاومة»، مضيفة في بيان أن نجاح حماس في إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي «تدمير لهيبة الردع الإسرائيلية».المقاومة أيضاً واصلت إطلاق الصواريخ، وقد أعلنت سرايا القدس (الجهاد) قصف مدينة تل أبيب بصاروخي براق 70، كذلك استهدفتها القسام بصاروخ فجر 5 وأربعة صواريخ M75. وأكملت قصف باقي المدن المحتلة، لكنها ركزت هجماتها، وفق بياناتها المتتالية، على القوات الإسرائيلية البرية.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)