حقيقة أستغرب هذا الهجوم الكبير من بعض الساسة والكتّاب الكرد على تصريحات رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري. فأنا استمعت لتصريحه مرات عدة، الذي جاء فيه: «بوصلتنا في هذا الحوار السوري السوري الحفاظ على وحدة سوريا، هذا الكلام ورد في 13 قرارا عن مجلس الأمن. كل قرار لمجلس الأمن حول سوريا كان يبدأ بهذه الفاتحة المقدسة إذ يدرك مجلس الأمن ويؤكد على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، والحفاظ على سيادتها واستقلالها. موضوع التفتيت شيلوا من ذهنكم نهائياً. كل من يفكر بقصة أنو بدنا نفتت سوريا مع كل الاحترام ياخد دواء بانادول ويخلص من هذا الوهم».
أستغرب من الهجمة لأسباب عدة: 1ــ الكل تناقل حديث الجعفري على نحو مجتزأ ونسوا أو تناسوا بداية جوابه: ما رأيك ألا نعقد مؤتمر جنيف ونخلص إلى هذه النتيجة قبل بدء المباحثات.
2ــ النقطة الأكثر استغراباً هي هل من فريق كوردي طالب بالفدرالية؟!
أــ المجلس الوطني الكردي المشارك في جنيف والعضو في الإئتلاف الوطني، هل طالب على نحو عملي بالفدرالية؟ هل استطاع اقناع أو فرض مطلبه (إن كان طالب به أساساً) على الإئتلاف، وهل تبنى الإئتلاف هذا المطلب وجرى وضعه في وثيقته السياسية؟!
ب ــ هل طالب حزب الاتحاد الديمقراطي وأحزاب المرجعية السياسية وأحزاب الإدارة الذاتية بالفدرالية؟ وهل استطاعوا إقناع أو فرض مطلبهم على مجلس سوريا الديمقراطية؟ وهل مطلب الفدرالية موجود بالوثيقة السياسية لمجلس سوريا الديمقراطية؟! عندما لا يملك الساسة الكرد في سوريا القدرة على فرض الفدرالية (إن كانوا فعلاً يطالبون بها) على معارضة ضعيفة (قياساً للحكومة السورية) إن كان في الإئتلاف أو في هيئة التنسيق أو في مجلس سوريا الديمقراطية، فعلينا أن نشكر الدكتور بشار الجعفري على الأقل، لأنه لم يغلق الباب نهائياً أمام مناقشة الموضوع، ولم يشتم الكرد أو يكفّرهم أو يصفهم بأبشع الصفات، كما لم يصر على اسم الجمهورية العربية السورية في استفزاز للكرد، كما يفعل بعض المعارضين، بل أبدى استعداد وفد الحكومة لمناقشة أي شيء تحت سقف وحدة سوريا أرضاً وشعباً. أما بخصوص البانادول، فمع قسم كبير من الساسة والناشطين الكرد الأفاضل، نحن لسنا بحاجة إلى بانادول فقط... بل إلى «بالتان» أيضاً!
* صحافي كردي ـ عفرين