بينما كانت عمّان تهول وتحذر من تهديد وجود تنظيم الخلافة بجانب حدودها، استضافت أمس مؤتمراً جمع نحو 150 شخصية وصفت بأنها «سنية» وتعارض حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. المجتمعون بعيداً عن أعين الإعلام أصدروا في نهاية أعمال اللجنة التحضيرية البيان الختامي بمشاركة ممثلين عن «الجيش الإسلامي» و«الحراك الشعبي» والمجالس العسكرية والمجالس السياسية لعدد من الجماعات العراقية المعارضة، وحزب البعث العراقي، وهيئة علماء المسلمين، فضلاً عن أكاديميين وإعلاميين وشيوخ عشائر وشخصيات مستقلة، كما أفادت مصادر عراقية حضرت المؤتمر.
وشارك في المؤتمر الذي أطلق عليه اسم «المؤتمر التمهيدي لثوار العراق» شخصيات تمثل «هيئة علماء المسلمين» السنّة في العراق وحزب البعث المنحل وفصائل من «المقاومة المسلحة» و«المجالس العسكرية لثوار العراق» و«المجالس السياسية لثوار العراق» وشيوخ عشائر. وفق المصادر، اتفق المجتمعون على «وحدة العراق وعروبته» و«رفض تقسيمه ومواجهة مخاطر التدخل الإيراني» في بلادهم، وضرورة دعم الدول العربية لما سموها «الانتفاضة الدائرة في العراق»، مع تأكيد «رفض العملية السياسية والتجديد لولاية ثالثة للمالكي».
وقال أحمد الدباش، القيادي في «الجيش الإسلامي في العراق»، خلال لقاء صحافي، إن «هذا المؤتمر يهدف إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناة العراقيين وضرورة إسناد ثورتهم الشرعية التي تهدف إلى إنقاذ العراق والمنطقة من مستقبل مجهول». وأضاف أن «أهداف المؤتمر تتمثل في مطالبة المجتمع الدولي بإيقاف الدعم للحكومة الحالية وتحمل مسؤولياته في حماية المعتقلين في السجون العراقية وحماية المدنيين الذين يتعرضون للقصف اليومي».
ووصف الدباش ما يجري في بلاده بأنه ثورة شعب «حققت إنجازات باهرة»، ذاكراً رفضهم «تشكيل صحوات أو أي قوة تحت أي عنوان لمقاتلة الثوار». وبين في الوقت نفسه أن المؤتمر «ليس مخصصاً لتقسيم العراق على أسس طائفية استناداً إلى مبدأ المحاصصة»، لكنه زاد بالقول: «نرفض قتل أهل السنة أيضاً».
ولم تعلق الحكومة الأردنية رسمياً على انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية في عمان، واكتفى مصدر رسمي بالقول في تصريح صحافي قبل عقد المؤتمر إن «الصورة لم تتضح أمام الحكومة بعد»، وإنه «في حال اتّضاح الصورة حيال أجندة الاجتماع والشخصيات المشاركة سنعلن موقفاً واضحاً منه». وترجح مصادر عراقية أن يعقب هذا المؤتمر الذي عقد أمس مؤتمر كبير آخر سيدعى إليه أكثر من 700 شخصية عراقية معارضة معنية «بأمن العراق ووحدته»، على أن يعقد في مكان وزمان لم تحددهما بعد. واختتم المؤتمر أعماله بالدعوة إلى التوافق على عقد مؤتمر قريب، متوجهاً بالشكر إلى المملكة على استضافتها هذا المؤتمر.
(الأخبار، أ ف ب)