بعد تحذير واشنطن ومجلس الأمن من تمدد جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) نحو العاصمة اليمنية صنعاء، تجري الرياض اتصالات بين الجهات السياسية اليمنية كافةً تحت عنوان «المصالحة بين أطراف الأزمة»، غير أن المبادرة السعودية تنطوي على نيتها مواجهة حركة الحوثيين شمال البلاد.
وجاءت الاتصالات السعودية بعد أسبوعٍ على زيارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الرياض لطلب المساعدة من المملكة في التصدي لتقدم الحوثيين، بعد أيام من سيطرتهم على محافظة عمران شمال البلاد وقتالهم لللواء 310، المقرب من حزب الإصلاح اليمني. وأكدت مصادر سياسية يمنية أن السعودية تجري اتصالات مع أطراف يمنية من أجل «تحقيق مصالحة عامة بين أطراف الأزمة السياسية» التي اندلعت في البلاد منذ 2011، ولا سيما بين الرئيسين السابق والحالي وحزب الإصلاح (إخوان اليمن)، وذلك في إطار مواجهة تقدم الحوثيين.
وأشارت المصادر إلى أن اتصالات الرياض تجري بصورة خاصة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح والحالي عبدربه منصور هادي وبالتجمع اليمني للاصلاح، واللواء علي محسن الأحمر، وزعماء آل الأحمر، القادة التاريخيين لتجمع قبائل حاشد النافذة. ويأتي التحرك السعودي «استشعاراً للخطر الحوثي ولمواجهة تمددهم»، وفق المصادر نفسها.
وعلى الرغم من مغادرة الحوثيين لمحافظة عمران شمال البلاد بعد مواجهات عنيفة، تتواصل المعارك بين الحوثيين من جهة، والجيش اليمني ومقاتلين قبليين من جهة أخرى، في محافظة الجوف المحاذية للحدود اليمنية ـــ السعودية.
وأدت المعارك إلى سقوط 34 قتيلاً وإصابة 35، 9 من الجيش ورجال القبائل، وأصيب 12 منهم، فيما قُتل 25 من المسلحين الحوثيين وأصيب 23 منهم، بحسب مصادر ميدانية. وأكدت المصادر نفسها أن الجيش والمقاتلين القبليين، تصدّوا لهجوم شنّه مسلحون حوثيون على موقع حصن آل صالح في منطقة الصفراء، مضيفةً أن الاشتباكات بين الطرفين «نشبت إثر هجوم لمسلحين حوثيين، في محاولة لاستعادة الموقع الذي سيطرت عليه قوات الجيش قبل عدة أيام، بعدما كان الحوثيون قد سيطروا عليه نهاية عام 2011».
ووفق أهالي منطقة الجوف، قامت الطائرات الحربية بعدة طلعات جوية فوق مناطق المواجهات من دون أن تقصف أي موقع للمسلحين الحوثيين».
(الأناضول، أ ف ب)