تحدثت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أمس، عن دور سعودي في دعم تنظيم «الدولة الإسلامية»، من أجل السيطرة على شمال العراق. وذكرت أن السعودية دفعت للعشائر هناك، من أجل مساعدة التنظيم الإرهابي. وكتب باتريك كوكبرن مقالاً في الصحيفة تناول فيه «دور السعودية في مساعدة تنظيم الدولة الإسلامية في الاستحواذ على شمال العراق».
وقال الكاتب إنه «ليس لدى مدير الاستخبارات البريطانية (MI6) ريتشارد ديرلوف شك في أن التنظيمات الجهادية حصلت على تمويل من جهات قطرية وسعودية»، مضيفاً أن «السلطات في البلدين غضت الطرف عن ذلك».
وذكر كوكبرن أن لقاءً جمع مدير الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان ومدير الاستخبارات البريطانية، قبل أحداث الحادي عشر من أيلول، مشيراً إلى أن بندر قال لديرلوف، إن «اليوم ليس ببعيد، حين يحس مليار مسلم سني بأنهم احتملوا ما فيه الكفاية من الشيعة».
وأضاف الكاتب أن «اليوم الذي توقعه بندر بن سلطان للشيعة ربما أتى بالفعل، بوجود السعودية التي تؤدي دوراً مهماً في ذلك، من خلال دعمها للمتطرفين الإسلاميين في العراق وسوريا».
وأكد الكاتب أنه «ليس هناك أي شك في دقة العبارة التي قالها بندر بن سلطان».
وأوضح، في هذا الإطار، أن ديرلوف الذي تحدث الأسبوع الماضي أمام «المعهد الملكي للخدمات المتحدة»، لم يشك في أن هناك تمويلاً كبيراً ومتواصلاً من المانحين من القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية وقطر.
وتوقّع ديرلوف أن تكون السلطات في البلدين قد غضت الطرف عنهم، الأمر الذي أدى دوراً بارزاً في تمدّد تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى المناطق السنية في العراق، مؤكداً أن «أمراً كهذا لا يحدث بنحو عفوي».
وبحسب تحليل ديرلوف وخبرته السابقة، فإن نمط التفكير السعودي «مرهون بشكل أو بآخر باقتناعهم بأنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يشكل تحدياً شرعياً ومقبولاً، أمام نقاوة الوهابية كحارس لأقدس مقدسات الإسلام».
وفي هذا السياق، أشار كوكبرن إلى أن السعودية ارتأت منذ أحداث الحادي عشر من أيلول، محاربة المتطرفين الإسلاميين في الداخل كي لا يشكلوا خطراً على استقرار المملكة، ولكن من جهة ثانية تدعمهم في حربهم ضد الشيعة.
ورأى باتريك كوكبرن أنه ربما كان على الغرب أن يدفع ثمن تحالفه مع السعودية ودول الخليج، التي طالما وجدت «الجهاد السني» مثيراً للاهتمام أكثر من الديموقراطية.
ومن هنا، أشار إلى سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها القوى الغربية في دعمها للسعودية «التي شاركت في قمع الاحتجاجات السلمية والديموقراطية التي شهدتها البحرين في آذار 2011، من خلال إرسال 1500 جندي سعودي إلى هناك».
وقال الكاتب البريطاني إن «الدول الغربية وحلفاءها الإقليميين طالما تهربوا من الانتقاد في ما يتعلق بدورهم في تسعير الحرب في العراق».
وأضاف أنهم يلومون رئيس الحكومة نوري المالكي في ذلك، مشيرين إلى أن «تهميشه الأقلية السنية، دفعها إلى دعم التحركات التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية».
وأضاف كوكبرن أن الأمر قد يكون صحيحاً ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن «الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار العراق منذ عام 2011 حتى الآن، كان استيلاء الجهاديين على الثورة في سوريا»، موضحاً أن هؤلاء «كانوا ممولين، في أغلب الأحيان، من قبل السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة».
(الأخبار)