حضرموت ـ الأخبار
تحرّكات مشبوهة يقوم بها تنظيم "القاعدة" في محافظة حضرموت منذ أيام، تتقاطع مع أهداف العدوان في المحافظة. مصادر أمنية كشفت لـ "الأخبار" أن البوارج العسكرية التابعة لـ«التحالف» لا تزال منتشرة قبالة سواحل المكلا الذي يسيطر عليه مقاتلو «القاعدة»، على الرغم من مرور أسبوعين على إعلان رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح بدء التحرك لمواجهة التنظيم واستعادة حضرموت من تحت سيطرته. وأوضحت المصادر أن تحرك بعض بوارج ومروحيات «التحالف» على مدينة المكلا وبعض مناطق الساحل، التي تزامنت مع تحركات رديفة للتنظيم، غابت أخيراً بعدما نقل "القاعدة" الأسلحة إلى وادي حضرموت على نحو مكشوف. وفسرت المصادر الأمر على أنه «مجرّد مسرحية لتمكين القاعدة من وادي حضرموت تحت شعار دحرهم من الساحل».
وأشار مصدر أمني في تصريح لـ"الأخبار" إلى أن "القاعدة" عاد خلال اليومين الماضيين لنقل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى عدد من المناطق التي يتخذها التنظيم مقارّ له مثل وادي سر وغيرها، مرجحاً أن هذه الخطوات تأتي في سياق خطوات اقتحام قوات "التحالف" لساحل حضرموت وانتقال "القاعدة" إلى مناطق الوادي، وهو سيناريو يبدو منطقياً.
يبيع "القاعدة" دبابات استولى عليها لبعض المجموعات المؤيدة للعدوان

وأضاف المصدر أنه شوهدت قاطرتان يوم أمس، تسيران بكل أريحية على الطريق الواصل بين المكلا الواقعة على الساحل وسيؤن في وادي حضرموت، وقال: "شوهدت القاطرتان وهما منطلقتان بين منطقة الأدواس واستراحة العقوبية في منتصف طريق سيؤن المكلا وهما تحملان أربع دبابات تخص الجيش اليمني غنمها القاعدة"، لافتاً إلى أنهما شوهدتا وهما واقفتان بجانب الطريق في أكثر من مكان لغرض الإستراحة.
في غضون ذلك، كشفت معلومات أمنية حصلت عليها "الأخبار" أن تنظيم "القاعده" اشترى أخيراً 100 دراجة نارية وأدخلها إلی منطقة الخربة في وادي دوعن.
وأشارت المعلومات الى أن التنظيم سيعمل على استخدام الدراجات في عمليات اغتيال فردية وهو الأمر الرائج في بعض مديريات وادي وصحراء حضرموت وخاصة مديريات القطن وشبام.
وتؤكد المعلومات أن التنظيم بصدد التوجه لشن عمليات إرهابية واغتيالات تطاول قادة عسكريين وأمنيين في مديرية سيؤن وأنه لوحظت خلال اليومين الماضيين تحركات فاضحة لعناصر التنظيم في مديريات القطن على الجهة الغربية ومديرية وادي العين وحوره في ظل استياء كبير من أبناء المناطق وكذلك بعض مشايخ القبائل.
من جهته، نقل مصدر محلي لـ"الأخبار" عن أبناء حضرموت أن تنظيم "القاعدة" يبيع الدبابات التي استولى عليها بعد سيطرته على المكلا قبل عشرة أشهر، وذلك بالتنسيق مع بعض القيادات الموالية للعدوان. وأضاف المصدر أن الدبابة تباع بمبلغ زهيد يصل إلى خمسة ملايين ريال يمني (أقل من 20 ألف دولار)، ولفت المصدر إلى أنه من المرجح أن ثمة جهات في مأرب موالية للعدوان هي من تشتري الدبابات.
إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة في حضرموت لـ"الأخبار" أن شخصيات وقيادات محسوبة على التنظيمات والجماعات الدينية في اليمن تقوم بجولة خارجية لجمع الأموال لصالح تلك التنظيمات في عدد من الدول العربية والإسلامية بسبب معاناتها من شح في الموارد المالية أخيراً.
وكشفت المصادر أن سالم علي بن الشيخ بوبكر أرسل إلى مصر فيما سافر مناف الهتاري إلى الأردن وصلاح باتيس إلي تركيا، ويقوم عدد كبير من مسؤولي التنظيمات في السعودية بجمع الأموال في مقدمتهم رئيس حزب "الإصلاح الحضرمي" محسن باصرة، ومدير أمن حضرموت الأسبق فهمي محروس، وأحمد المعلم وشخصيات اخوانية وسلفية.
وأوضحت المصادر أن الشخصيات تسعى إلى جمع الأموال بأسماء جمعيات خيرية تتخذ منها الجماعات الدينية والتنظيمات الإرهابية غطاء لنشاطها.