رغم تهديدها المتجدد بالانسحاب من المفاوضات، عشية وصولها إلى جنيف، تلتقي «الهيئة العليا للمفاوضات» اليوم للمرة الأولى بشكل رسمي مع الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. «الهيئة» التي أجرت نقاشات «إيجابية للغاية» مع الدبلوماسي الإيطالي أمس على نحو غير رسمي، يُستكمل طاقمها اليوم بوصول «كبير مفاوضيها»، رئيس المجلس السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش.وأعلنت الأمم المتحدة في بيان، أمس، أنّ دي ميستورا سيلتقي اليوم وفد الحكومة السورية، ثم يلتقي للمرة الأولى بشكل رسمي وفد «الهيئة العليا للمفاوضات».
وكان رئيس الوفد الحكومي، سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قد اتهم المعارضة أمس بأنها «غير جدية» وتفتقر إلى «المصداقية»، مؤكداً حرص دمشق على «الحد من سفك الدماء». وأضاف أن «الشعب السوري يواجه إرهابيين»، مشدداً على أن الحكومة «لا تتفاوض مع إرهابيين»، ولافتاً إلى أن «أحداً حتى هذه اللحظة لا يعرف من هو الطرف الآخر» في المحادثات.
هددت «الهيئة العليا للمفاوضات» بعد أربعة أيام من التردد

في المقابل، هددت «الهيئة العليا للمفاوضات»، بعيد وصولها مساء السبت إلى جنيف بعد أربعة أيام من التردد، بأنها ستنسحب منها في حال «واصل النظام ارتكاب الجرائم». وقال المتحدث باسم «الهيئة» سالم المسلط إن «النظام ليس هنا لإيجاد حلول، ولكن لكسب الوقت لقتل المزيد من السوريين». وأضاف أنّ «الهيئة» أجرت نقاشات «إيجابية للغاية» مع دي ميستورا أمس الأحد، وخاصة في ما يتعلق بالوضع الإنساني.
ورغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، أعرب دي ميستورا أمس عن «تفاؤله وتصميمه» على مواصلة جهوده. وقال للصحافيين لدى مغادرته فندقاً في جنيف بعد اجتماع مع ممثلي المعارضة، «أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها». من جانبه، ناشد وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفدي الحكومة والمعارضة الاستمرار في محادثات السلام. وقال إنّ الصراع قد يجتاح الشرق الأوسط بسهولة إذا لم يتم التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض، داعياً إلى اتخاذ خطوات عاجلة لزيادة المساعدات الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى لنحو 13.5 مليون سوري؛ بينهم ستة ملايين طفل.
إلى ذلك، أعلن ممثل «جيش الإسلام» محمد علوش أنّه في طريقه الى جنيف، حيث سيقوم بمهماته ككبير مفاوضي وفد المعارضة السورية. وقال علوش في اتصال مع «فرانس برس»: «أنا في طريقي الى جنيف وسأصل غداً (اليوم)» الاثنين.
وأثار غيابه عن جنيف خلال الأيام القليلة الماضية تساؤلات وشكوكاً حول ما إذا كان سيستبعد من هذه المفاوضات. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنّ بلاده تدعم المعارضة السورية بشكل قوي، سواء كان قرارها المشاركة في المفاوضات أو عدمه. وفي رده على سؤال عما إذا كانت هناك ضمانات سعودية للمعارضة لمشاركتها في مباحثات جنيف، قال الجبير «نحن لا نعطي ضمانات للمعارضة السورية، نحن معهم في نفس الفريق، الضمانات تقدم لهم ولنا في نفس الوقت، والضمانات التي تلقوها كتابياً من الأمم المتحدة تفيد بأن القرار 2254 سيطبق».
وبيّن أن هناك «ضمانات بشأن بدء المفاوضات على أساس جنيف 1، بحيث يكون هناك مجلس انتقالي له كامل الصلاحيات، تنقل له الصلاحيات من (الرئيس) بشار الأسد، ويتم صياغة دستور وإجراء انتخابات جديدة، ومن ذلك تبرز سوريا جديدة لا يكون للأسد دور فيها». وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في الرياض، قال إنّ الطرفين بحثا «التصدي لعدوان إيران» في المنطقة. من جهته، طالب جاويش أوغلو إيران بضرورة التراجع عن «موقفها الطائفي»، مؤكداً تكرار هذا الطلب في جميع المحافل الدولية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)