يواصل الجيش اليمني القصف الجوي على مواقع الحوثيين في محافظة عمران شمالي اليمن، فيما علّق قائد حركة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي على سقوط عمران بيدهم، مؤكداً أن الحوثيين لم يريدوا الاصطدام مع الجيش، غير أن اللواء 310 مرتبط بـ «دواعش الإصلاح» أي حزب التجمع اليمني للإصلاح «الإخواني»، بحسب تسمية الحوثي.
وتوجه الأخير إلى «التجمع» بالقول «لو قاتل العالم كله إلى جانبكم فلن تستطيعوا شطبنا من اليمن»، وذلك عقب مناشدة الرئيس اليمني عبد ربه منصور الرياض مساعدة صنعاء على ضرب الحوثيين. في وقت طالب فيه حزب «التجمع» مجلس الأمن الدولي و«رعاة المبادرة الخليجية» بإدراج جماعة الحوثيين ضمن «الجماعات الإرهابية». وفي أول تعليقٍ له بعد سقوط محافظة عمران بيد الحوثيين، جدد قائد حركة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي التأكيد أن مشكلة الحوثيين في عمران ليست مع الدولة، بل مع «ثلاثي الصناعة الأميركية، أي القاعدة ودواعش الإصلاح (حزب التجمع اليمني للإصلاح) وبعض القيادات العسكرية المرتبطة بالإصلاح»، مضيفاً أن هذه القيادات «لا ترتبط بالدولة، وليس لديها أي ولاء للبلد». وأكد عبد الملك الحوثي أن القاعدة وحزب التجمع «متمركزان في مدينة أرحب بالقرب من صنعاء بغطاء سياسي، وبدعم من بعض القيادات العسكرية المرتبطة بهذه الجهات». وتوجه إلى حزب «التجمع» قائلاً «لو قاتل إلى جانبكم العالم كله فلن تستطيعوا شطب فئة معينة من أبناء عمران وصعدة وحجة وذمار وغيرها من الشعب اليمني».
وتابع الحوثي شارحاً ما جرى أثناء المعارك في عمران، مشيراً إلى أن قائد اللواء 310 حميد القشيبي لم يتجاوب مع الجهات الرسمية للحل، وأعلن أنه مصرّ على الاستمرار في الحرب، مؤكداً أنه لذلك لم يكن من خيار إلا المواجهة. وشدد الحوثي على أن جماعته لم تكن ترغب في الاصطدام بأي من وحدات الجيش، إلا أنها «اضطرت إلى الاحتكاك مع هذا اللواء»، موجهاً دعوة إلى الجهات الرسمية لتسلّم المنشآت والمباني، وممارسة أعمالها بصورة طبيعية كما هي الحال في صعدة.
ميدانياً، شنّت الطائرات اليمنية، أمس، غارات عدة استهدفت تجمعات لمسلحين حوثيين في مديرية ريدة وفي مواقع قريبة من جبل ضين المطل على مدينة عمران، إضافة إلى قصف مواقع للحوثيين قريبة من منطقة ذيفان في المحافظة. وأكدت مصادر لوكالة الأناضول أن «المسلحين الحوثيين واصلوا نقل أسلحة تابعة للجيش إلى مناطق في مديريتي ريدة وجبل يزيد في المحافظة، مع نقل عدد من الدبابات إلى محافظة صعدة، معقل الحوثيين، شمالاً». كذلك أعلنت وكالة حكومية يمنية معنية بشؤون اللاجئين، أن أكثر من 35 ألف شخص نزحوا من عمران بعد يوم واحد من سيطرة المقاتلين الحوثيين على المحافظة.
سياسياً، طالب حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (إخوان مسلمون)، في وقت سابق، مجلس الأمن الدولي و «رعاة المبادرة الخليجية» والمنظمات الدولية كافة بإدراج جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) ضمن «الجماعات الإرهابية»، داعياً إلى «محاكمة قيادة الجماعة والمليشيات التي عاونتها وفقاً للدستور والقانون». وقال الحزب، في بيان، إن «تصرفات هذه الجماعة في عمران وما سبقها في المحافظات الأخرى يكشف عن طبيعتها ومنهجها القائم على تدمير الدولة ومكاسب الثورة اليمنية وتعطيل المسار الديموقراطي، وإعاقة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني».
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)