غزة | بعد أيّام من عودة الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو إلى تفعيل خطواتهم الاحتجاجية رفضاً لممارسات إدارة السجون بحقّهم وتملّصها من اتّفاقات سابقة معهم، بادرت سلطات الاحتلال إلى استفزاز جديد ضدّهم، بإغلاقها زنازين معتقَلي حركة «الجهاد الإسلامي»، ومنعهم من الخروج إلى الساحات. وعلى إثر ذلك، مَنح الأسرى سلطات الاحتلال مهلة ساعات لإنهاء إغلاق غرف «الجهاد»، تحت طائلة إعلان «الاستنفار العام»، والذي يمثّل وضعاً خطيراً لا تتمنّاه إدارة المعتقَلات، يبدو أنه سيتحقّق فعلاً في ظلّ عدم استجابة العدو لتلك المهلة. وبموازاة هذا التوتّر المتصاعد منذ أيام، علمت «الأخبار» أن اتّصالات سياسية جرت خلال اليومَين الماضيَين بين الفصائل الفلسطينية والوسيط المصري، جرى فيها استعراض خطورة الإجراءات الإسرائيلية بوصْفها جزءاً من سعْي الاحتلال لتوتير الأوضاع في الساحات كافّة، وسُبل إنهاء ذلك الوضع.وأعلنت إدارة سجن نفحة الإسرائيلي، أمس، إغلاق زنازين أسرى «الجهاد» ومنْعهم من الخروج إلى «الفورة»، فيما صادرت إدارة سجنَي رامون والنقب الأدوات الكهربائية، وسط حالة غليان في المعتقَلات كافّة. جاء ذلك في وقت بدأ فيه مئات الأسرى في جميع السجون الاعتصام في الساحات، كجزء من خطوات التمرّد المعلَنة أخيراً، فيما قرّرت «لجنة الطوارئ العليا» البدء بحلّ الهيئات التنظيمية اعتباراً من يوم الأحد المقبل، الأمر الذي يفرض على سلطات الاحتلال مواجهة الأسرى كأفراد. ودعت اللجنة أبناء الشعب الفلسطيني كافة إلى «تكثيف الفعاليات المُناصِرة للأسرى اليوم، عبر تخصيص خطب الجمعة للحديث عنهم، والخروج إلى نقاط التماس مع المحتلّ في جميع المحافظات». وأعلنت «نقابة الصحافيين الفلسطينيين»، من جهتها، بالشراكة مع المؤسّسات المختصّة بشؤون الأسرى، تشكيل لجنة خاصة تهتمّ بإعداد خطّة عمل مسانِدة للمعتقَلين الفلسطينيين، ومنهم الصحافيون، على المستويَين المحلّي والدولي.
بدأ مئات الأسرى في جميع السجون الاعتصام في الساحات


في غضون ذلك، مدّدت محكمة عوفر العسكرية، أمس، للمرّة الثالثة على التوالي، اعتقال القيادي في «الجهاد»، بسام السعدي، حتى يوم الأحد المقبل «على ذمّة التحقيق»، استجابة لطلب النيابة العسكرية الإسرائيلية. ونقلت عائلة السعدي عن محامي الدفاع عنه أن المحكمة وجّهت إلى القيادي الأسير عدداً من الاتّهامات، أبرزها التحريض عبر وسائل الإعلام، وتلقّي أموال من «الجهاد» في قطاع غزة، وذلك بعد وقت قصير من تقديم نيابة الاحتلال لائحة اتّهام بحق الشيخ. وكان جهاز «الشاباك» الإسرائيلي قد أعلن انتهاء التحقيق مع السعدي بزعْم الاشتباه بارتكابه مخالفات تشمل «الانتماء إلى حركة إرهابية محظورة»، والقيام بعمليات لمصلحتها. واعتقلت قوات الاحتلال القيادي في «الجهاد» في الأول من آب الجاري من منزله في مخيم جنين، ثمّ ما لبثت أن شنّت عدواناً على القطاع بذريعة أن الحركة هدّدت بتنفيذ هجمات ضدّ أهداف إسرائيلية انتقاماً لاعتقاله.
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن المباحثات التي جرت بين حركة «حماس» والوسيط المصري، في الأيام الماضية، شملت إيصال الأولى رسالة احتجاج على ممارسات الاحتلال في المسجد الأقصى، وخاصة استمرار الاقتحامات ودخول إسرائيليات إلى الأماكن المقدّسة والتقاط صور فاضحة لهنّ هناك، وهو الأمر الذي أثار حالة سْخط واسعة لدى الشارع الفلسطيني. وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، أوّل من أمس، بعدما نشرت مستوطِنة إسرائيلية على صفحتها في موقع «إنستغرام»، صورة لها وهي شبه عارية أمام قبّة الصخرة. ودشّن النشطاء وروّاد مواقع التواصل وسم «# عاهرة_يهودية_تدنّس_الأقصى» للتعبير عن غضبهم، مُطالبين بالتصدّي لانتهاكات العدو ومستوطِنيه المتصاعدة.