تدور اشتباكات عنيفة بين عناصر «الدولة الإسلامية» و«حدات حماية الشعب» الكردية في قرية عفدكو في ريف عين عرب، أدت إلى وقوع قتلى من الطرفين، في تصعيد بدأه تنظيم «الدولة» منذ أيام استهدف فيه ريفي عين عرب الشرقي والغربي.
وترافق الهجوم مع قصف مدفعية «الدولة» للقرية، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين و«وحدات حماية الشعب»، التي أعلنت قتل 9 من عناصر «الدولة». ويأتي هذا الهجوم بعد ثلاثة أيام من سيطرة «الدولة» على قرية تل الزيارة في ريف المدينة، وقتل 14 من عناصر «وحدات الحماية». وأمس، فجّر انتحاري كان يقود سيارة مفخخة نفسه أثناء تفتيش عناصر حاجز لـ«الوحدات» في قرية أبو صرة شرق عين عرب، ما أدى إلى مقتل 4 من عناصر الحاجز. في المقابل، أحبط عناصر «وحدات الحماية» انتحارياً كان يقود دراجة عند حاجز يقع في مدخل قرية كورك الواقعة شرق عين عرب، بعد إطلاق النار عليه قبل وصوله.
إضافة إلى هذه الأحداث، تدور اشتباكات بين التنظيمين في قرى الريف الغربي للمدينة في زورمغار، والبوراز، ودكرمان، والبياضة، وسط قصف متبادل أدى لسقوط قتلى من الطرفين واستشهاد عدد من المدنيين وسط موجة نزوج تشهدها تلك القرى.
الناطق الرسمي باسم «وحدات الحماية»، ريدور خليل، أكد لـ«الأخبار» أنّ «توسع داعش واجتياحها للعديد من المدن العراقية وحصولها على الكثير من الأسلحة والذخيرة جعلها تزداد شراسة في هجومها على كوباني (تسمية عين عرب بالكردية) المستمر منذ أربعة أشهر»، وأشار إلى أن «كوباني محاصرة من جميع الجهات وليست هناك طرق للإمداد إليها، كذلك فإنها تشكل الخاصرة بالنسبة إلى المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا، وداعش ترى في ذلك فرصة للدخول إليها». ورأى خليل أن «داعش تحاول السيطرة على أكثر المعابر السورية مع تركيا».
وكشفت مصادر محلية لـ«الأخبار» أن «تعزيزات ضخمة من العناصر والسلاح يستقدمها «الدولة» من ريف تل أبيض باتجاه عين عرب». «يهدف التنظيم إلى التمدد بشكل أكبر هناك وخلق مساحات جغرافية واسعة ومترابطة في المنطقة»، بحسب المصدر. وسبق أن أعلنت «وحدات الحماية» في بيان لها «نفيراً عاماً دفاعاً عن كوباني في مواجهة مرتزقة الدولة». وفي السياق، أكّد رئيس المجلس التنفيذي لـ«مقاطعة الجزيرة» أكرم حسو، لـ«الأخبار» أنّ «كوباني الآن تقاوم أشرس أنواع الهجمات الظلامية»، مضيفاً: «إن الوضع تحت السيطرة من وحدات حماية الشعب والمقاومة كبيرة وكل المواطنين في خنادق القتال». وعلى وقع هذه الاشتباكات، يبدو أن معركة «الدولة – وحدات حماية الشعب» بدأت بالتصاعد، وأن مناطق سيطرة «الوحدات» ستكون هدف معارك قادمة لـ«الدولة»، مهددة بذلك مناطق انتشارها في ريف حلب، وتحديداً في مدينتي عين عرب وعفرين.