على رغم الأداء الميداني اللافت، والكثافة النارية الكبيرة التي أظهرتها الوحدة الصاروخية لـ«سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، خلال معركة «وحدة الساحات»، إلّا أن التغطية الإعلامية لم تتناسب مع حجم الفعل العسكري. وبحسب الإحصائيات، فقد أطلقت المقاومة، خلال 50 ساعة من القتال، ما مجموعه 1175 صاروخاً وقذيفة «هاون»، استطاعت منظومة «القبّة الحديدية» اعتراض 20% منها فقط، فيما أوقع ما نجح منها في الوصول إلى أهدافه 114 إصابة مباشرة في المباني والمنشآت المدنية والعسكرية، كما أصاب 97 سيارة. وغطّت تلك الصواريخ، التي تمثّل رُبع ما أُطلق خلال معركة «سيف القدس» عام 2021 (نحو 4000 صاروخ في عشرة أيام)، مدناً ومستوطنات حتى عمق 90 كيلومتراً، بمعدّل تشغيل لصافرات الإنذار مرّة في كلّ 5 دقائق، لتتجاوز نفقات العدوان هامش الـ 300 مليون شيكل. وبينما لم يتداول الإعلام العبري سوى عدّة صور لأضرار محدودة في بعض المباني، إضافة إلى مقاطع مُصوَّرة التقطها بعض جنود الاحتلال لسقوط قذائف «الهاون» بالقرب من ثكناتهم، رصدت كاميرات المراقبة والإعلام الحربي التابعة لـ«سرايا القدس» جملة من المشاهد التي تُظهر حجم الضرر والإرباك من جرّاء القصف المركّز على المواقع المحاذية لمستوطنات غلاف غزة. وبحسب مصدر في المقاومة، فقد نفّذت السرايا، عصر يوم الأحد 7/8، ضربة صاروخية مركّزة طاولت وحدة القيادة والسيطرة في موقع ناحل عوز العسكري المحاذي للشريط الحدودي، حيث انطلق الهجوم الذي أُعدّ له مسبقاً من عدّة محاور تجاه هدف واحد. ويقول المصدر، لـ«الأخبار»، إن «الفيديوات التي ستُنشر عبر وسائل الإعلام المحلّية والدولية في الأيام المقبلة ستكشف عن دقّة الإصابة، وكيف فرّت الآليات العسكرية وحاولت التمركز في مواقع أكثر أمناً، فيما لاحقتها القذائف والصواريخ وسقطت في وسطها».
كما يكشف أن «ثمّة ضربات أخرى حقّقت نتائج عملانية، طاولت بعضها منظومة القبّة الحديدية، وأصابتها بشكل مباشر»، مضيفاً إنه «سيَجري نشر المقاطع المصوَّرة التي تسمح الظروف والمعطيات الأمنية بنشرها». ويقدّر أن «الاحتلال تكتَّم على خسائره البشرية من جرّاء الجولة، إذ أعلن خلال اليومَين اللذين تبعا وقف إطلاق النار مقتل أكثر من 25 مستوطناً وجندياً في ظروف غير طبيعية، مثل حوادث الطرق والانتحار وإطلاق النار خطأً والسكتة القلبية والسقوط أثناء الهروب إلى الملاجئ». كذلك، يؤكد المصدر أن «الاحتلال لم ينجح، بعد ضربة الغدر الأولى، في استهداف أيٍّ من مقاومي الوحدة الصاروخية لسرايا القدس، والذين استطاعوا العمل تحت ظروف الرقابة الأمنية المشدّدة من الطائرات المسيّرة المقاتلة، ومناطيد المراقبة، فيما استطاع المقاومون إعادة تذخير مرابض الصواريخ بمنتهى الديناميكية واليسر، علماً بأن الجهد المخابراتي الإسرائيلي بالكامل كان منصبّاً على مكوّن عسكري محدود الطاقات والكادر البشري».